6 - الاعتزال:
في هذا القرن كان الكثير من المعتزلة يتصلون بالخلفاء العباسيين ويحاولون
الدفاع عن عقيدتهم والاستنجاد بهم. وكان بعض الخلفاء يكلفون المعتزلة بالدفاع
عن السنة والرد على اعدائها؛ وهكذا طلب القادر من أبي سعيد الاصطخري
(- 1.13/ 4.4) الرد على الباطنية وكافأه لأجل ذلك بجراية سنوية. إلا أن هذا
الاتصال بين بعض اشخاص من المعتزلة وبين بعض الخلفاء لم يفد شيئا لتعديل
السياسة الرسمية الدائبة، اي مقاومة الخلافة للاعتزال مقاومتها للشيعة. وبهذا الصدد
يجب ان نذكر بأمر اصدره القادر سنة 17/ 4.8. 1 واكده في مكاتيب أمضاها سنة
29/ 42. 1 وكذلك بالعقيدة القادرية التي تنسب اليه والتي قرئت في مساجد بغداد
سنة 409/ 8 1 10، اي نذكر بسياسة حازمة كانت تفرض على الفقهاء الحنفية بصورة
خاصة التوبة من الاعتزال وكذلك من العقيدة الرافضة وكل عقيدة تعتبر منافية للإسلام
السني.
واهم معتزلة هذا العصر الذين كانوا يهتمون بالحديث والفقه اهتمامهم بعلم
الكلام القاضي عبد الجبار (- 1026/ 415)، الشافعي في الفقه وزعيم مدرسته في
عصره، وكذلك أبو الحسين البصري (- 1. 4 °/ in) وابن الوليد (- 478/ 6 1 - n) ,
أشهر تلاميذ عبد الجبار والذي مر بنا ذكره منذ قليل (1).
الشيعة
سبق ان ذكرنا ان الخلافة العباسية كانت تقاومهم بينما كان سلاطين بني بويه
يؤتدونهم. وكان هذا التنافر بين الخليفة والسلطان يؤدي حتما إلى قيام فتن بين الشيعة
وبين الحنابلة في مدينة السلام بصورة خاصة؛ وكانت الفتن مستمرة إذ كانت الشيعة
في ثورة متصلة ضد-السنّة؛ وكان الخليفة، الممثل للسنة، في حرب قائمة ضد
الشيعة. حتى اذا حل عهد السلجوقيين ببغداد ضعف النفوذ الشيعي وهدأت الفتن
وقلت وتحؤل مجرى الصراع بين سلطة الخليفة وقوة السلطان من الميدان الديني
الصرف الى ميدان سياسي، كما مر بنا ذكره.
__________
(1) هنري لاووست في بحثه عن الماوردي ص 61 - 62.