1 - الإمامية:
كانت طائفة كبرى منهم تعيش في حي الكرخ، وكان الصراع مستمرا بينهم
وبين حنابلة باب البصرة؛ ومن البديهي أن يقوى عددهم على عهد بني بويه تم
يضعف بزوال عهدهم من بغداد. وأشهر من يمثلهم الشريف المرتضى
(- 45/ 436 10) نقيب الأشراف العلوفي طيلة ثلاثين سنة ومن أشهر شعراء عصره؛
وكان فقيها قد تتلمذ على ابن المعلم (1022/ 413) ثم خلفه؛ وفي بيته كانت تعقد
مجالس النظر بين الشيعة والسنّة؛ والظاهر أنه كان يميل إلى الاعتزال؛ وقد خلف كتبا
في الإمامة وكؤن تلاميذ منهم أبو الحسن البصري وتقي الدين الحلي. ومن كبار
ممثلي الإمامية أبو جعفر الطوسي (-.1.67/ 46) اخر كبار علماء بغداد من
الشيعة، مفسر ومحدث ومتكلم؛ وهو من طوس وأصله شافعي وقد تتلمذ هو أيضا
على ابن المعلم؛ ولما قدم بغداد اعتنق التشيع الإمامي؛ وفي 1556/ 448 فر من
بغداد خشية أن يقتل ونهبت داره وخزانة كتبه وأحرقتا؛ وهكذا بعد دخول بني
سلجوق إلى بغداد ضعف تأثيرهم؛ والظاهر أنهم لجؤوا إلى تقئتهم؛ وقد خلف
الطوسي تفسير قرآن ضخم (1).
2 - الباطنية:
لا فائدة في ذكر الزيدية وإن كان بعض فقهائهم يعيشون في بغداد في هذا
القرن ولا شك، فمركزهم باليمن؛ ولا تذكر المصادر شيئا عنهم ببغداد إلا عن مفتيهم
ومحدثهم ومتكلمهم أبي الحسين الحسني (2).
وكان للباطنية، على خلافهم، تأثير سياسي في بغداد ظهر منذ القرن الرابع
الهجري وقوي على عهد ملك شاه (465 - 1572/ 485 - 1092) حتى إن وجودهم
أصبح شيئا واقعا. هذا وإن جند علماء السنّة طاقاتهم لمحاربة عقاثدهم فليس من
السهل تقديم قائمة في أسماء أعلامهم لأجل التقية الشيعية (3).
__________
(1) جورح مقدسي في المصدر المذكور 281 - 286.
(2) المصدر المذكور ص 286.
(3) المصدر المذكور ص 386 - 287.
28