عليه ابن عقيل الحنبلي تلميذه الثاني الذي تمتع بصحبته، خاصة في الفترة التي
انقطع فيها عن التدريس. والظاهر أن أبا الطيب الطبري قد أسهم في تكوين تلفيذيه
المذكورين في علم الخلاف، فروعا وأصولا؛ وقد ألف فيه كتابا وصل الينا ذكره وهو
شرح مختصر المزني (1).
وقد اشتهر أبو (سحاق الشيرازي بفقره الشديد وهو في مرحلة التعفم كما اشتهر
بعنايته القصوى في الأخذ عن شيوخه؛ فكان يقول عن دروسه في أصول الفقه وهو
مادة كتابنا هذا: "كنت أعيد كل قياس ألف مرة فإذا فرغت منه أخذتت قياسا آخر
وهكذا" (1). وأصبح الشيرازي أستاذا لا ينازع خاصة في علم الخلاف في الفقه
فروعا وأصولا؛ فكان له مسجده في حي باتب المراتب يلقي فيه دروسه وذلك قبل أ ن
ينتقل الى المدرسة النظامية في 67/ 459. 1 التي بناها الوزير السلجوقي نظام الملك
المتوفى في 1092/ 485 (2).
تلاميذه
يذكر السبكي- في طبقات الشافعية من تلاميد الشيرازي الخطيب والحميدي وأبا
بكر بن الخاضبة وأبا الحسن بن- عبد السلام وأبا القاسم ة بن -السمرقندي وأبا البدر بن
الكرخي (3). ولعل أبا الوليد سليمان بن خلف الباجي الأندلسي قد تتلمذ عليه في فترة
السنراتت الثلافي التي قضاها ببغداد 6 ظالبا للعلم /بين 429 و 432 أثناء رحلته المشرقية
الطوتلة التي امتدت من 426 الى،439 (3). وفعلا يحيل عليه الباجي ست عشرة مرة
__________
(1) أنظر التفاصيل والإحالأت في ابن عقيل لجورج -مقدسي ص 49 - (70 - 1 - - 202. .-ء*.
(2) أنظر السبكي في طبقات 1 لثافعية ج 4، ص 21 A.
ذكر م. ح. هيتو من شيوخ الشيرازي عددا اخر لم ناًت عليه هنا وهم: أبو القا 3 الكرخي
وابن فرغان والغندجاني وأبو عبدالله الجلاب ومحمد بن عمر الشيرازي. أنظر كتابه: الإمام
الشيرازى ص 131 الى 133.
(3) أنظر التفاصيل والإحالات في كتابنا بالفرنسية عن مناظرات في اصول الثريعة الإسلامية بين
ابن حزم والباجي ص 62 - 70.
أما م. ي. آخندجان نيازي فيؤكد تتلمذ الباجي على الشيرازي في الأصول والجدل، وقد=
32