كتاب شرح اللمع

ولا نعلم شيئا يذكر عن الفترة التي فضاها ابن عقيل من سنة 1073/ 465،
سنة توتته العلنية، إلى سنة 1083/ 475، سنة انقطاعه عن الوعظ والإرشاد إلى
التدريس. فلا ندري إن كان شارك في الفتنة الحنبلية التي اندلعت سنة 69 لأ4 كرد فعل
على العقيدة الأشعرية وعلى المدرسة النظامية أحد مراكزها والتي شارك في إخمادها
مؤلفنا الشيرازي، كما سنرى ذلك بعد قليل (1).
ونظرة عاجلة على قائمة أسماء تلاميذ ابن عقيل تفيدنا عن الأثر الفعال الذي
تركه تدريسه خاصة في مدينة السلام. فتلاميذه في الفقه هم أبو البركات بن الحنبلي
الع! ال (-1116/ 5.9) وابن النئال (- I Irt/ o2A ) وأبو البركات بن الأبرادي
(- 1 trV/ ort) وابن شافع الجيلي (-543/ I 1 to) وأبو بكربن التئان
(-544/.115) وأبو الكرم اليعقوبي (-.1155/ 55) وأبو الحسن بن الأبرادي
(-1159/ 554) وأبو الفتح بن برهان (-1124/ 518) وأبو جعفر بن الزيتوني
(-1148/ 542) وصدقة بن الحسين (1177/ 573) (1)
وفي سنة 1.89/ 4 A 2 شارك ابن عقيل بخطبه وبكتبه إلى أصحاب السلطة
السياسية والدينية في إخماد فتنة أثارها العامة من أهل السنة لما رأوا أنفسهم عاجزين
إزاء أعدائهم الشيعة؛ فقاموا بمظاهرات في الشوارع ينددون فيها بتفشي البدع
ويشكون فيها ضياع الدين الحق وانقراض السنة ويهددون فيها بالارتداد عن دين
عجزت السلطة عن نصرته (3).
ولابن عقيل أحكام أصدرها على رجال عصره في السياسة والعلم. وهكذا أثنى
على الحنفية والشافعية والحنابلة وأثنى كذلك على مؤلفنا الشيرازي لعلمه وفضله
وورعه وحرصه في طلب الحق لا يبتغي عنه بديلا، مستعينا في طلبه بتوفيق من الله.
وابتداء من سنة 1087/ 480 واذ تيرفي كبار رجال عصره من العلماء كالطبري
والشيرازي وابن الصباغ غمره شعور بالعزلة، عزلة العالم الذي أصبح لا يجد له نظيرا
أو صاحبا. وهكذا توفي هو أيضا في سنة 513/ 19 11 ودفن في بغداد في روضة ابن
__________
(1) المصدر المذكور ص 1 4 4 - 2 4 4.
(2) المصدر المذكور ص 2 4 4 - 4 5 i-
(3)/ المصدر المذكوو، ص 58 4 - 1 7 4.
35

الصفحة 35