نيسابور لمقابلة أبي المعالي الجويني ومجادلته في مسائل من الفقه اصطحب تلميذه
الشاشي. وكذلك درس في النظامية على منافس الشيرازي ونده في الفقه أبي نصر بن
الصباغ الذي سبقت الإشارة إليه، وسيأتي الحديث عنه مفصلا بعد قليل. وأصبح
الشاشي بعد وفاة أستاذيه، أي بعد سنة 1084/ IV2 ، أكبر فقيه شافعي عرفته بغداد
في عصره ( O ).
وقد دزس في مدارس بغداد وألف في الفقه الشافعي كتاب الشامل وشرحه
كتاب الشافي وكذلك مختصرا له؛ كما أهدى الخليفة المستظهر (487 -
512/ 1094 - 1118) كتاب المستظهري الذي يعتبره المؤرخون حلية العلماء في
المذهب، وقد فضل فيه خلاف الشافعية في الفقه مسألة مسألة؛ وكذلك ألف كتاب
الترغيب في المذهب وكتاب الشافي في شرح مختصر المزني. ويعتبره السبكي أصوليا؛
ويرجح جورح مقدسي أنه يعني أصول الدين؛ فله عقيدة لم تصل إلينا ولكن يغلب
على الظن أنها أشعرية حسب ما قيل عنها. وكان الشاشي في اخر حياته يشكوكابن
عقيل عزلة العلماء في عصره في مدينة السلام، وذلك أن كبار علمائها قد سبق لهم أ ن
توفوا الواحد بعد الآخر (2).
تدريسه في النظامية:
يذكر السبكي أن الشيرازي شرع يدرس في بغداد سنة.43/ 38. 1 وأن الطلبة
كانوا يفدون عليه من كامل العالم الإسلامي للجلوس في حلقته وحضور دروسه (3).
والمرجح أن معظمهم من شرقي العالم الإسلامي إذ سيصبح الكثيرون منهم بعد إتمام
دراستهم قضاة وخطباء مساجد في هذه المنطقة من دار الإسلام (4).
وفي سنة 1067/ 459 أسند إليه نظام الملك منصب التدريس في المدرسة
النظامية التي أسسها في بغداد؛ وكان ذلك في ظروف سبق أن تعرضنا لها في حديثنا
عن هذا الوزير السلجوقي. إلَّا أن الذي سيلفت انتباهنا في هذه العجالة هو أولا
__________
(1) المصدر المذكور ص 2 I - - 2 - A.
(2) المصدر المذكور بنفس المكان.
(3) طبقات الشافعية ح 4، ص 2 I A .
(4) أنظر مقال اأ. ل! داثرة المعار! الإسلامية، الطبعة الأولى، بإمضاء (هفنينق)!! أ! ء*ء* عن الشيرازي.
rv