كتاب شرح اللمع

شخصية ابن الصباغ الذي سبق الشيرازي الق تدشين التدريس في المدرسة شم ثانيا
تفصيل الحديث في الصعوبات التي /:! عيها "لشيرازي في النظامية، صعوبات تسبب
فيها وغذاها النزاع المستمر بين العقيدة الأشعرية الشاثعة في أوساط الشافعية وبين
عقيدة السلف المتصلة بلوساط الحنابلة.
وحديثنا عن ابي نصربن الصباغ يجرنا إلى التذكير باتصاله بوزير الخليفة
العباسي ابن يوسف؛ فقد كان هذا الوزير في نزاع مع السلطان السلجوقي وبالتالي مع
وزيره نظام الملك وكل من ينتمي إليه بسبب من الأسباب؛ فاستغل نفوذه لدى الخليفة
وفرض سلطته ببغداد ونجح في إحلال ابن الصباغ محل الشيرازي في تدشين
التدريس بالنظامية.
وابن الصباغ شديد الشبه بالشيرازي في حياته العلمية، تتلمذا وتدريسا وتمذهباً
وعقيدة وتأليفا. ولد سنة 0 4/ 0 /09 0 1 اي بعد ولادة الشيرازي بسبع سنوات وتوفي في
1084/ I 7 Y أي بعد سنة من وفاة منافسه. ومثله أتضا تتلمذ على أبي الطيب
الطبرى. وضعف بصره في اخر حياته ودفن في داره بالكرخ ثم بعد فترة من الزمن نقل
جثمانه إلى مقبرة باب حرب.
وكان ابن عقيل، الفقيه الحنبلي والذي تتلمذ على الشيرازي كما مر بتا، يثني
على ابن الصباغ ثناءه على أستاذيه الحنبليين أبي يعلى وأبي الفضل الهمذاني ويرى
أن ثلاثتهم انفردوا بكامل صفات المجتهد المطلق. ويضيف عن أبي نصر أنه كان
الشافعي الوحيد القادر على التصدي لقاضي قضاة الحنفية أبي عبدالله 1 لدامغاني
وعلى مجادلته في الفقه على الوجه المرضي.
والمرجح ان ابن الصباغ لم يكن يقول بمقالة الأشاعرة وإنما كان على غرار
الشيرازي على عقيدة السلف الصالح؛ ويبدو هذا من خلال كتابه الوحيد الذي وصل
إلينا من كامل كتبه، أي كتاب الطريق السالمم (1).
أما إذا نظرنا في الصعوبات التي لقيها الشيرازى في النظامية فالظاهر أنها ترجع
قبل كل شيء إلى شخصية نظام الملك الشافعية الأشعرية الشديدة الحماس لمذهبها
__________
(1) جورح مقدسي في المصدر المذك! ور ص! 6*2 - 8"2.
rA

الصفحة 38