مكان الشيرازي من العلم والفضل
المفاضلة بينه وبين ابن الصباغ
يذكر الفقيه الحنبلي ابن عقيل أن طلاب العلم في عصره كانوا يقبلون إقبالا لا
نظير له على كتابين في الفقه الشافعي، هما التنبيه الشيرازي والشامل لابن الصباغ،
منافسه في التأليف والتدريس (1)؛ فهما يعتبران حقا من كبار علماء عصرهما (2) إلا
أن الفقهاء الشافعية كانوا على خلاف في المفاضلة بينهما؟ فابن خلكان يرى أن فضل
ابن الصباغ لا يقل عن فضل منافسه بل يشهد له بالتفوق في الفقه الشافعي؛ فينقل أن
الطلاب كانوا يفدون من اقاصي البلاد للجلوس في حلقته وحضور دروسه في هذا
الفن (3).
والظاهر أن جمهور العلماء كانوا لا يميلون إلى التمييز بل إلى التسوتة بينهما في
كل ما يتصل بأبواب الفقه الشافعي وعلم الخلاف وخاصة خلاف الشافعية مع3
الحنفية. فالسبكي يقول بتساويهما في الفقه الشافعي ولكن يسشي الخلاف اذ يفرد
فيه الشيرازي ولا يرى له من منازع ولا ند. ويرخح جورج مقدسي ميل السبكي
للشيرازي على ابن الصباغ وششدل على ذلك بتعليق له على تنافسهما حول النظامية
ثم استنتاجه منه أن لابن الصباغ أطماعا في المنصب وأخيرا بإمساكه عن الحكم عن
منافسه الشيرازي (4).
__________
(1) المصدر المذكور ص 5 2 2.
(2) المصدر المذكور ص 5 9 1.
(3) المصدر المذكور ص 0 27.
(4) المصدر المذكور بنفس المكان.
44