كتاب شرح اللمع

الشيرازي الفقيه
وجليئ أن السبكي لا يبخل بالثناء على الشيرازي؛ فيذكر أن الطلبة كانوا يرحلون
اليه من الشرق والغرب وأن الفتاوى كانت تحمل اليه من كل مكان وأنه "كان
يجري مجرى ابن سريج في تاصيل الفقه وتفريعه أ (!). ويسوق فيه رأي أبي الحسن
الماوردي المتوفى في 1058/ 450 وصاحب الحاوي كما يقول عنه: "ما رأيت كأبي
اسحاق ا لو راه الشافعي لتجمل به ا"؛ ويذكر عنه أيضا قول الموفق الحنفي، (مام
أصحاب الرأى كما يصفه: "أبو (سحاق (مام المؤمنين في الفقهاءإ. ويروى نقلأ عن
أبي بكر محمد بن أحمد بن الخاضبة بإسناد يرفعه الى الشيرازي أنه قال عن نفسه:
"لو عرض هذا الكتاب الذي صنفته وهو المهذب على النبي اي) لقال: هذه شريعتي
التي أمرت بها [أمتي] "؛ وينقل عن أبي -بكر محمد الشاشي المتوفى في
1114/ 557، وهو تلميذ الشيرازي في الفقه ومعيده في هذا الفن ورفيق سفره الى
نيسابور البلدة التي جادل فيها (مام الحرمين أبا المعالي الجويني في الفقه: "الشيخ
الشيرازي حجة الله على أئمة العصر" (!).
الشيرازي الرجل الصالح
ولقد تعلق به معاصروه الى حد أنهم - بوووه مقام الصالحين؛ فكان عميد
الدولة بن جهيرخ! وزير الخليفة المقتدي وتلميذ الشيرازي وراوي كتابه في طبقات
الشافعية -صسنة 2 3 (1080/ 4 V) يقول: "هو وحيد عصره وفريد دهره مستجاب
__________
(1) هو أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج المتوفى في 306/ A ا 09 أنظر طبقات الشافعية ح 4،
ص 216.
(2) الشكي في طبقات الئافعية ح 4، ص 227 - 229. عن الشيرازي الفقيه يمكن النظر في
الفصل الذي حرره م. ح. هيتو في كتابه الإمام الشيرازي: مكانته وثناء الناس عليه (ص 58 -
1 a ) وكذلك فصل: نزعته الفقهية. وقد حاول في هذا الفصل الأخير تأكيد شافعية الشيرازي
نافياً ما اذعاه ابن القيسراني المتوفى سنة 13/ 507 1 1 من ظاهريته السابقة على شافعيته. وحاول
كذلك أن يبثن أن نزعة الإمام كانت عراقية محضة، أي أنها كانث بعيدة عن النزعة الخراسانية.
وقد توخى لذلك طرلقة تتغ السند في كلا الجهتين واستطاع أن يلحق الإمام بالسند العراقي.
(3) جورج مقدسي في المصدر المذكور ص 49، ب 6.
45

الصفحة 45