الدعوة " (1). ويذكر ابن كثير أنه "لما توفي عمل الفقهاء عزاءه بالنظامية وعئيئ مؤتد
الملك أبا سعيد المتولي مكانه؛ فلما بلغ الخبر إلى نظام الملك كتب يقول: كا، ن من
الواجب أن تغلق المدرسة سنة لأجله " (2). ويذكر السبكي أن أبا محمد عبدالله بن!
كاكا المؤئدي رآه في المنام صنة 1.76/ 468 وهو يطير في السماوات حتى سمع
ملكا يذكر له توفيق الله له في قول سبق أن أصدره في احدى المسائل ويبشره
بدخول الجنة (3).
أما ما عرف به الشيرازي من عظيم الورع فيبدو أنه الوازع له على رفضه خطة
التدريس في النظامية اذ يرخح أنه فضل الرفض على احتكار المنصب الوحيد
بالمدرسة للدعوة لمذهب واحد ولعقيده واحدة (4)، ولعل هذا الورع يفسر رفضه "خطة
النظر في الأحكام والمظالم شرقا وغربا" التي عرضها عليه الخليفة القائم وألح عليه
ليخلف صاحبها المتوقى ابن ماكولا (5). وعلى كل فقد تمثل هذا الورع في مناصرته
للشريف أبي جعفر، رأس الحنابلة في عصره ومتزعم الحملات العنيفة على النزعة
الأشعرية في تدريس النظامية؛ ففي صنة 464/ 72. 1 لم يبخل الشيرازي بعونه على
الشريف عندما تهجم بشدة على السلطة السياصية لتواطئها في قضايا تتعلق تحسمن
الأخلاق (6). وكذلك قاصر الشيرازي، عن ورع ولا شك، ابن سكر!! فجع في صعيه
في أخراجه من السجن الذي زح فيه من أجل حملة شنها على تعاطي الخمور في حي
الحريم والتلهي بآلات الطرب (7).
وعلى ورعه كان الشيرازي جميل المعشر لذيذ المجلس طيب الحديث حسن
الا! مشثمهاد بالنواثر والأشعار (8)؛ وكان له في قلوب الناس المكانة الرفيعة لا فرق في
__________
(1) السبكي في طبقات الشافعية ج 4، ص 227.
(3) ابن كثير في البداية ج 12،- ص 124.
(3) السبكي في طبقات الشافعية ج 4، ص 226 - 327.
(4) هجورج مقدسي في المصدر المذكور ص 354.
(5) السبكي في طبقات الشافعية ج 4، ص 236.
(6) جورج مقدسي تي كمصدر المذكور ص 243 - 319.
(7) جورج ممدصي في المصدر المذكور ص 335. ل
(8) قال. عنه السبكي في طبقات الثافمية (ج 4، ص 223) نقلا عن ابن ضمرة عن القاضي=
46