سماته الذي لا يغتاله النقصان عند تمامه "؛ ويضيف مستشهدا: "كان يضرب به المثل
في الفصاحة والمناظرة؛ وأقرب مثل على ذلك قول سلأر العقيلي أوحد شعراء عصره
متحدثا عن سيفه:
( .... ) يقد ويفري في الفقاء كانه لسان أبي إسحاق في مجلس النظر"
(طوتل)
ويؤكد أنه كان أنظر أهل زمانه وأنه كان "غضنفرا في المناظرة لا يصطلى له
بنار"؛ ويروي أنه قد قيل فيه: "إنه كان يحفظ مساتل الخلاف كما يحفظ أحدكم
الفاتحة " (؟).
ولزيادة التأكيد والإستشهاد يورد السبكي مثالين من المستحسن نقلهما
بتفاصيلهما. لفا طلب الخليفة العباسي من الشيرازي الخروح إلى نيسابور في ذ ي
الحجة من سنة 1.83/ 475 (2) في مهمة رسمية التقى فيها ب! مام الحرمين؛ ويذكر
السبكي أن أبا المعالي الجويني حمل غاشيته ومشى بين يديه كالخديم وقال: "أفتخر
بهذا" وأنه تناظر واياه في مساثل انتهى إلينا بعضها (3) كمسألة اجبار البكر البالغ بأن
كانت باقية على بكارة الأصل فجاز للأب تزويجها بغير إذنها ا (4).
والمثل الثاني هو لمناظرة جرت بينه وبين عبدالله الدامغاني، كبير الحنفية في
عصره، فقها وجدلا، في اجتماع عزاء ببغداد؛ ويصفها السبكي نقلا عن الباجي
الأندلسي الذي كان بمدينة السلام لطلب العلم من سنة 1.37/ 429 إلى سنة
432/.4.1 وهي الفترة التي جرت فيها المناظرة، فيقول: "قال أبو الوليد الباجي
المالكي - رحمه الله! - وقد شاهد هذه المناظرة وحضرها: العادة ببغداد أن من أصيب
بوفاة أحد ممن يكرم عليه [ب]! عد أياما في مسجد ربضه يجالسه فيها جيرانه داخوانه؛
فإذا مضت أيام عزوه وعزموا عليه في التسلي والعودة إلى عادته من تصرفه؛ فتلك
__________
(1) السبكي في المصدر المذكورج. 4،ص 216 و 222.
(2) داثرة المعارف الإسلامية (هـ. 1) مقال Heffening ( هفنينق) عن الشيرازي.
(3) السبكي في المصدر المذكورج 4، ص 222.
( t ) السبكي في المصدر المذكورج 4، ص 252 - 256.
IA