كتاب شرح اللمع

غيرها من الآراء، يقول في الفقرة 92: "سمعت القاضي أبا الطيب يقول " وفي الفقرة
369: "سمعت القاضي أبا الطيب رحمه الله " وفي الفقرة 488 يذكر أنه حضر مجلس
الصيمري الفقيه الحنفي وشهد إصداره فتيا يناقض بها فتيا شافعية وأسرع بعد ذلك
إلى رف ع ا لأمر إلى القاضي أبي الطيب الطبري كما يفعل التلميذ تماما مع شيخه.
ونلاحظ بسرعة أن ترخم الشيرازي على شيخه يفيد أن تأليفه للوصول كان بعد سنة
وكتاب الوصول هو في أصول الفقه على المذهب الشافعي وعلى الطريقة الجدلية،
اتبع فيه المؤلف التخطيط المعهود ودقق وجزأ في تقسيمه وتصنيفه وتبوتبه كما يدل
على ذلك فهرس المواد الذي أثبتناه في اخر الكتاب. وأسلوبه هو أن يفصل القول

مسألة مسألة ويعرض حولها كل الآراء المشهورة؛ يبدأ أولا بعرض رأيه هو ثم ينتقل
إلى الاراء المخالفة ليدحضها رأيا رأيا معتمدا على الحجج النقلية كالقرآن والئنة أ و
أقوال الصحابة والتابعين وكذلك على الحجج العقلية. والآراء المخالفة كثيرا ما تكون
للمعتزلة وحتى الأشعرية وكذلك للمالكية والحنفية والظاهرية. والآراء التي يؤيدها
عادة هي اراء الشافعية وخاصة آراء أستاذه أبي الطيب الطبري. وإن لاحظ اختلافا
داخل مذهبه الشافعي عمد إلى نوع من الترجيح حتى يعتنق الرأي الأقرب إلى الئنة
وإلى ما يعتبره الصواب. ونظرة سريعة على الفهرس العام تفيدنا عن إحالاته المتعددة
والمتنؤعة وعن مقدار توارد أسماء الأعلام المنتمين إلى مختلف المذاهب والمقالات.
وكذلك نظرة عابرة على فهرسي الآيات القرانية والأحاديث النبوتة أفصح من مقال
مطول في التعبير عن حرصه على الاستشهاد المستمر والمتواصل بهذين المصدرين
كضمان لبقائه في حظيرة أهل الئنة والحديث والجماعة.
وهذا الكتاب وإن كان في أصول الفقه إلَّا أنه يعتمد طريقة النظر. والنظر، كما
سبق أن بينا في كتابنا عن المناظرات بين الباجي وابن حزم (1)، هي لفظة جامعة تشمل
ثلاثة أنواع: إن كان أصول الفقه سمي جدلا وإن كان في فروع الفقه سمي خلافيات
وإن كان في شروط المناظرة وقواعدها لتجري على أصول سليمة وفي جو مناسب
للمقام سمي اداب البحث (2).
__________
(1) أنظر اسمه الكامل في قائمة المصادر والمراجع الأجنبية.
(2) أنظر التفاصيل في كتابنا عن المناظرات بين الباجي وابن حزم ص 32 - 45.

الصفحة 59