كتاب شرح اللمع

بها كل على مذهبه الذي قلده وتمسك به. وأجريت في مسائل الشريعة كلها وفي
كل باب من أبواب الفقه؛ فتارة يكون الخلاف بين الشافعي ومالك وأبو حنيفة يوافق
أحدهما، وتارة بين مالك وأبي حنيفة والشافعي يوافق أحدهما، وتارة بين الشافعي
وأبي حنيفة ومالك يوافق أحدهما". ويذكر من بين الذين ألفوا في هذا الفن وعلى
الترتيب التالي: الغزالي (1111/ 555) مؤلف كتاب 1 المآخذ والدبوسي (430/
1039) صاحب كتاب التعليقة وابن القصار (398/ 1. . V) مؤلف عيون الأدلة
وأخيرا ابن الساعاتي (1295/ 694) مؤلف المختصر في اصول الفقه (1).
أما الجدل فكل ما قيل عن الخلافيات يصحّ فيه مع التفريق بين مادتيهما، إ ذ
الخلافيات تتعلق بفروع الفقه بينما يصمق الجدل أصول الفقه. فمؤلف كتاب في
الجدل يستعرض مسائل الخلاف مسألة مسألة ويورد كل الآراء التي قيلت فيها
ويحرص على دحض الآراء المخالفة لآراء مذهبه أو لرأي شخصي يرجحه إن كان
مفن يقول بالاجتهاد داخل المذهب. إلا أن هذا يتعلق بالأصول التي تستخرح منها
فروع الفقه*! وخاصة بطريقة الاستنباط. وهكذا يخوض المؤلف في القرا! وفي قضايا
تأوتله كالعموم والخصوص والأمر والنهي والناسخ والمنسوخ، وفي الحديث وفي
طرق نقله وإثبات صحته، وفي الإجماع وفي إثباته ونفيه كحجة شرعية وفي تصوره
وتصور المجتهدين الأكفاء الذين ينعقد بهم، وأخيرا في القياس وفي أركانه من
أصل وفرع وحكم وعلة. وتلحق بهذه الأصول الأربعة الأساسية أصول أخرى تتبعها
في الأهمية كالاستحسان والاستصحاب والاستصلاح وغيرها. ونظرة عابرة على
فهرس مواد هذا الكتاب تمكن القارىء من فكرة دقيقة وكاملة عن هذه الأبواب
وطريقة تنظيمها.
وأهم من ألف في هذا الفن ووصلت إلينا كتبهم الصيمري الحنفي
(45/ 436.1) مؤلف مسائل الخلاف والباجي الأندلسي المالكي (1081/ 474)
مؤلف كتابي المنهاج في ترتيب الحجاج الذي حققناه وأصدرناه سنة MA بباريس
__________
(1) المقدمة (طبعة القاهرة بدون تاريخ) ص 456 - 457 0 أنظر كتابنا عن المناظرات ص. 35 في
البيانات 33 إلى 38 في ما يتعبق بكتب الحنابلة والمالكية والحنفية في هذا الموضوع.
61

الصفحة 61