كتاب شرح اللمع

تمهيد ثان
لتحقيق النص الكامل لشرح اللمع
لماذا كتبنا هذا التمهيد الثاني؟ سوف يجد القارىء الكريم الإجابة عن هذا
السؤال عندما يأتي إلى القسم الذي خضصناه للحديث عن عقيدة الشيرازي. وكنا
حقا بغنى عن كتابته لولا رجوعنا إلى قضية ماهية هذه العقيدة التي أترناها فعلا في
تمهيد تحقيقنا السابق لما سميناه بالجزء الثاني من الوصول إلى علم الأصول أو بعبارة
أصحّ من شرح اللمع. وعندما حررناه منذ ما يزيد على عشر السنوات ما كان يخطر
ببالنا أن الباحثين المحققين لنصوص تلاتة للشيرازي: التبصرة والنكت في المسائل
والملخص في الجدل سوف يقفون عند هذه القضية من جديد ويحاولون حلها بفضل ما
وصلت إليه أيديهم من معلومات استقوها من كتب الطبقات أو المناقب أوال! ير. ولكن
ما أحد منهم وقف على صيغة ما من صيغ عقيدة الشيرازي. وما كان من الميسور لنا
أن ندرج في التمهيد الأول على شكل إضافات إلى النص أو بيانات أسفله ما تسنى لنا
الوقوف عليه من معلومات استفدناها مما كتبه هؤلاء الباحثون الثلاتة
ثم من مراجعاتنا من جديد لمصادر كنا اعتمدناها من قبل وأخيرا وخاصة من وقوفنا
واطلاعنا على نص كامل ومطؤل لعقيدة مؤلفنا. فما كانت هذه الزيادات لتبدو إلا
كاستطرادات مطؤلة؛ وإن لم تكن فملة فهي على الأقل مزعجة إذ كان من المتوقع أ ن
تفقد تخطيط نص التمهيد الأول الكثير من توازنه وتناسق أجزائه، أو إحكامه إن صح
الكلام عنه.
أما في ما سوى ذلك فكل ما أردنا إضافته للتمهيد الأول فقد حررناه على شكل
زيادات نصية يسيرة وبيانات هامشية مطولة. ومن اليسير للقارىء الكريم أن يتنته إلى
وجودها وذلك لأنها نتيجة معلومات مستفادة مما ظهر في العقد الأخير من نصوص
65

الصفحة 65