كتاب شرح اللمع

الدكتور نزيه حماد من جامعة أم القرى بمكة المكرمة الذي ما لقينا منه إلا الحث
الدائب والتشجيع الكامل والمساعدة الطيبة. فجزاه الله عنا أجمل الجزاء!.
2 - استفادتنا من نصوص الشيرازي المحققة في السنوات القليلة الماضية
وخاصة في هذه السنة الحالية 1457/ 1987، مع الملاحظة أننا لم نستفد مباشرة إلا
من تحقيق التبصرة والملخص في الجدل وأن استفادتنا من تحقيق م. ي اخندجان
نيازي كانت أكبر مما استفدناه من تحقيق م. ج. هيتو، وذلك باعتبار قضية أساسية
كنا أثرناها في ما كتبناه من قبل في الخمسة عشر عاما الماضية وهي قضية طرافة المنهاج
في ترتيب الحجاج لأبي الوليد الباجي، وهو نص كنا حققناه في سنة 1973 ونشرناه
بباريس في 1978. وهي تمس بصورة أوسع قضية تأتر الباجي (1081/ 474)
باستاذه الشيرازي في ميدان الجدل في أصول الفقه بصورة خاصة، وذلك أتناء اتصاله
به وتتلمذه عليه طيلة إقامته ببغداد وهي إقامة استهل بها حياة دراسية مشرقية دامت من
سنة 1.34/ 426 إلى سنة 1048/ 439 (1).
ذلك أننا لما انتهينا من تحرير مناظرات في اصول الشريعة الإسلامية بين
الباجي وابن حزم (2) في سنة 1973 لم يكن بين أيدينا الملخص في الجدل
للشيرازي، وإنما كنا نملك المعونة في الجدل الذي هو تلخيص اللملخص. وكل ما
استطعنا تاكيده هو تاثير الشيرازي في تلميذه الباجي، ولكن دون الوصول إلى التعرف
على نوعيته ومقداره وحدوده. وقد ترجح لدينا أن الشيرازي مبدع في فن الجدل في
أصول الفقه (3 (وأنه ترك أثره في الباجي وكذلك في ابن عقيل الحنبلي
(1119/ 513)، مؤلف كتاب الجدل على طريقة الفقهاء (4 (، إلا أننا لاحظنا كذلك
أن "لا شيء يدل بيقين على أنه كان أول من وضع مؤلفات مكتوبة في هذا الفن " ((.
__________
(1) أنظر مناظرات ص 74 إلى 83 من النص المعرب.
(2) عن تاريخ نشره أول مرة بالفرنسية بالجزائر، ثم ثانيا معربا ببيروت، أنظر قاثمة المراجع
والمصادر.
(3) مناظرات ص 45 من النص المعرب.
(4) عن هذا الكتاب الذي نشره محققا ح. مقدسي، أنظر قائمة المراجع والمصادر.
(5) مناظرات (النص المعرب) صن 51.
69

الصفحة 69