كتاب شرح اللمع

عقيدة الشيرازي
سبق لنا أن نبهنا في مطلع هذا التمهيد الثاني إلى أننا كتبناه للخوض في هذه
القضية. وما الصفحات السابقة الا مجال للعودة الى نقطتين تمثلت فيهما الزيادات
المدرجة في التمهيد الأول على شكل إضافات نصية أو بيانات هامشية. وهي زيادات
يبررها كما ذكرنا وقوفنا واطلإعنا على شرح اللمع للشيرازي قصد تحقيقه، ثم
استفادتنا الكبرى من عمل محققين ظهرت لهم في السنوات العشر الأخيرة مجموعة
صالحة من كتب أصول الفقه في مختلف المذاهب عامة والسنية منها بصورة خاصة
والشافعية بصورة أخص، ونقصد منها بالذات التبصرة، و النكت في المسائل، و الملخص
في الجدل لمؤلفنا الشيرازي.
ونريد في هذه العجالة أن نجيب على هذه الأسثلة الأربع: لماذا أثيرت قضية
معتقد الشيرازي، أسلفية هي أم أشعرية؟ كيف أثيرت؟ متى كان ذلك؟ من أثارها من
العلماء والمؤرخين والمحققين وما زال يثيرها الى يوم الناس هذا؟.
كيف أثيرت قضية معتقد الشيرازي؟ ولماذا؟ ومتى؟
للإجابة عن الأسئلة الثلاثة الأولى يجدر بنا التذكير ببعض الحوادث من عصر
الشيرازي تمثل بعض الشيء طبيعة الحياة الدينية. وبعدها نذكر أيضا ببعض أوجه
نشاط المؤلف وخاصة في المدرسة النظامية. وأخيرا نقدم لمحة عن الأشعرية وذلك
قصد إبراز خاصيتها كعقيدة توسط فيها مؤشسمها بين الطرق، أي عقيدة السلف الصالح
وعقيدة أهل الاعتزال.
73

الصفحة 73