أبعادا متجددة في الزمان والمكان. فالأشعري ذاته (- 874/ 324) اراد من عقيدته ا ن
تكون دفاعا عن عقاثد أهل السنة والجماعة إزاء الاعتزال الذي انفصل عنه في سنة
5 35/ 9 Ir وقد بلغ الأربعين من سنه (1). ومن المفيد أن نذكر بانه لما ألف بعد هذا
التاريخ عقيدتيه اللمع والإبانة عئر في هذه الأخيرة عن تعلقه باحمد بن حنبل وعدد
مناقبه (2). ولا باًس من التعريج على أبي بكر البيهقي (-1.66/ 458) الشافعي
المذهب والأشعري المعتقد، فلقد ألف في مناقب الشافعي ثم في مناقب ابن حنبل
وحاول أن يجعل من هذا تلميذا لذلك. وكتاب الأسماء والصفات من تاليفه يبئيئ
حرصه على أن يجعل من الأشاعرة والحنابلة أصحاب عقيدتين يسود بينهما الوفاق
والوئام والتراضي (3). والشيرازي أيضا عندما أراد أن يعبر عن ولائه للأشعري فقط
في ميدان العقيدة لم يعلل ذلك ببعده عن عقيدة ابن حنبل وإنما فسره بان أحمد بن
حنبل لم يصنف كتابا في أصول العقائد وذلك بعد أن ساق صيغة الترضي
لذكره (4).
ولما خاض السبكي (1369/ 771) في قضية تهمة الشيرازي بانه يعمل على
إبطال مذهب الإمام أحمد شك في صحتها مؤكدا أن "ليس الشيخ من ينكر مقدار هذا
الإمام الجليل (. . .) ولا مقدار الأئمة من أصحابه (. . .)، وإنما أنكر على قوم عزوا
أنفسهم إليه وهو منهم برىء وأطالوا ألسنتهم في سب الشيخ أبي الحسن الأشعري،
وهو كبير أهل السنة بعده وعقيدته وعقيدة الإمام أحمد - رحمه الله! - واحدة لا شك في
ذلك ولا ارتياب، وبه صرج الأشعري في تصانيفه وكرر غير ما مرة أن عقيدتي هي
عقيدة الإمام المبخل أحمد بن حنبل " (5)
ولما عقد ابن خلدون فصل الكلام في المقدمة وأرخ لظهوره عرج على بدعة
__________
(1) من المفيد عن تعلق الشيرازي بعقيدة أهل الحق أو أهل السنة والجماعة أنه يحدث له نقد أبي
الحسن الأشعري في قضية يخالفه فيها باعتبار رأي إمامه من بقايا اعتزاله. أنظر شرح اللمع
(ف 1215) في بحثه لقضية كل مجتهد مصيب.
(2) أنظرلاووست في النحل في الإسلام ص 128 و 129.
(3) المصدر السابق ص 181 و 182.
(4) أنظر معتقد الشيرازي في ما يلي ف 51.
(5) انظر طبقات الشافعية ج 4، ص 235 و 236.
79