كتاب شرح اللمع

القواعد والمقدمات في فن الكلام للأقدمين فخالفوا الكثير منها بالبراهين2
التي أدتهم الى ذلك. وربما أن كثيرا منها مقتبس من كلام الفلاسفة في الطبيعيات
والإلاهيات. فلما سبروها بمعيار المنطق ردهم إلى ذلك فيها ولم يعتقدوا
بطلان المدلول من بطلان دليله، كما صار اليه القاضي [الباقلاني]. فصارت هذه
الطريقة في مصطلحهم مباينة للطريقة الأولى وتسمى طريقة المتأخرين. وربما أدخلوا
فيها الرد على الفلاسفة في ما خالفوه فيه من العقائد الإيمانية ". ويلاحظ ابن خلدون
بسرعة "أن أول من كتب في طريقة الكلام على هذا المنحى الغزالي " ثم "تبعه الإمام
ابن الخطيب [الرازي] وجماعة قفوا أثرهم واعتمدوا تقليدهم " (1 (.
في من اثار قضية عقيدة الشيرازي
1 - يظهر أن ابن عساكر (1175/ 571) هو أول من أثار هذه القضية في كتاب
وصل إلينا ونعني به كتابه تبيين كذب المفتري على ابي الحسن الأشعري. وما حدا
بمؤلف مناقب اشعرية في إثارته هذه هو ما ورد في عدة أماكن من كتب الشيرازي من
مخالفة للأشاعرة. وقد مر بنا أنه خالفهم في نقط عديدة طرقها في شرح اللمع (2 (.
وهكذا أراد ابن عساكر الذي لا يفصله عن الشيرازي سوى قرن واحد أن يبقيه في
حظيرة الأشعرية حتى لو خالفهم: "وكان يظن بعض من لا فهم له أنه مخالف
للأشعري لقوله في كتابه في أصول الفقه: وفالت الأشعرية: إن الأمر لا صيغة له.
وليس ذلك لأنه لا يعتقد اعتقاده وإنما قال ذلك لأنه خالف في هذه المسألة بعينها كما
__________
(1) المقدمة ص 835 و 836. وعن أشعرية الجوتني أنظر فصل دائرة المعار! الإسلامية (الطبعة
الثانية) (2) أس! لم Djuwayn بقلم!. بروكلمان ول. كارادي C. Brockelman - L. Gardet . وقد
حرص مؤلفا المقال على تحديد معالم ما سماه ابن خلدون بطريقة المتأخرين من الأشاعرة
مبينين تاًثرها بالاعتزال في المنهجية المحكمة المتبعة لإثارة القضايا وإبراز معنى الأحوال ضمن
نظرية المعرفة وفي الحديث عن صفات الله على نمط تصوري كان قد طبقه أبو هاشم الجبائي
المعتزلي وبعد ذلك في الاعتماد على الاستدلال العقلي القائم على فياس أرسطو لإثبات
وجود الله. ولكن يؤكد المؤلفان أن في ما يتعلق بالحلول التي وصل إليها الجوتني لأهم القضايا
الكلامية فقد ظل وفياً للأشعري.
(2) يحيل المؤلف في كتابه مرتين على الإمام وثلاث عشرة مرة على الأشاعرة.

82

الصفحة 82