كتاب شرح اللمع

الهجري) الذي نشره صاحبه، ج مقدسي، في دمشق سنة 1963. وفيه يؤكد أ ن
الشيرازي كان شافعيا إلا أنه لم يكن أشعريا وأنه رفض في أول الأمر تسميته كأستاذ
بالنظامية فلم يقبلها بعد ذلك إلا على مضض؛ وإذ قبلها أصبح شاء أم كره عرضة
لتأثير الوزير نظام الملك. ولكن المؤلف يلاحظ أن المدرسة من يوم تأسيسها في سنة
459/ 066 1 إلى سنة 469،تاريخ الفتن بين الحنابلة والأشاعرة التي عرجنا عليها أكثر
من مرة، ظلت بمعزل عن الدعاية الأشعرية. ويرجح أن تكون معارضة الشيرازي هي
التي نجحت في هذا المجال. إلا أن هذه المعارضة ما كانت لتثبت طول الوقت إزاء
تأثير نظام الملك. ويستشهد المؤلف بما جرى من حوار في حديث المصالحة بين
الشيرازي والشريف أبي جعفر، وقد سبق لنا أن تعرضنا له أكثر من مرة، كدليل على
قبول الأول للدعاية الأشعرية مكرها متحملا لا راغبا متحمسا (1).
4 - وكذلك المستشرق الفرنسي هنري لاووست، أستاذ جورج مقدسي
والمشرف على أطروحته عن ابن عقيل السابقة الذكر، يؤكد أيضا على سلفية
الشيرازي؛ فهو في نظره لم يكن أشعريا وإنما كان شافعيا على عقيدة السلف
الصالح. ولقد أثبت هذا في كتابين على الأقل، النحل في الإسلام الذي نشره بباريس
في 1965 (2)، ثم سياسة الغزالي وقد نشره بباريس في.197 (3). ومن المعروف أن
الأستاذ لاووست (-1982) خصص القسم الأكبر من حياته لدراسة السلفية الحنبلية
ابتداء من ابن حنبل (5/ 241 AO) إلى رشيد رضا (- 1935) ومرورا بابن تيمية الذي
نشر عنه أطروحته القيمة في 9 I 9 r بالقاهرة.
وكان نشاطه يتمثل في دراسات عميقة باللغة الفرنسية وفي تحقيق نصوص
بعضى الحنابلة وترجمتها إلى الفرنسية. وفي فصل عقده في النحل في الإسلام (4)
للأشعري والأشعرية سبق أن أحلنا عليه يحاول في وضوج أن يبين نقط الاختلاف بين
العقيدة الأشعرية والحنبلية فيؤكد كيف أن مؤسسها كان في نقضه للاعتزال يعتمد على
__________
(1) ابن عقيل ص 354.
(2) النحل في الإسلام ص 189.
(3) سياسة الغزالي ص 30.
(4) ص 128 - 130.
85

الصفحة 85