كتاب شرح اللمع

[في ان لهذا العالم محدثا احدثه من عدم]
7 - تم يعتقدون أن لهذا العالم صانعا صنعه ومحدثاً أحدثه وموجدا أوجده من
العدم إلى الوجود لأنه زب حال وجوده -وهو شيء موجود موصوف بالحياة (1) والسمع
والبصر- لا يقدر أن يحدث في ذاته [4 و] شيثا، ففي حال عدمه -وهو ليس
بشيء - أولى وأحرى ألا يوجد نفسه، لأنه لو كان موجدا لنفسه لم يكن وجوده اليوم
باولى من وجوده غدا ولا وجوده غدا باولى من وجوده اليوم ولا كونه أبيض باولى من
كونه أسود. فدل على أن له (2) مخصصا يخصصه وموجدا يوجده. قال الله
-تعالى !:"ومن اياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم " 30
الآية.
[في ان الله واحد أحد]
8 - ثم يعتقدون أن محدث العالم هو الله - تعالى! - وأنه واحد أحد لأن الاتنين
لا يجري أمرهما على النظام لأنهما اذا أرادا شيئا أن يخلقا [ه] افا أن يتم مرادهما جميعا
أو لا يتم مرادهما جميعا أو يتم مراد أحدهما دون الآخر. فإن لم يتم مرادهما جميعا
بطل أن يكونا الاهين؛ ومحال أن يتم مرادهما جميعا لأنه ربما يريد أحدهما احياء
جسم ويريد الآخر إماتته والإنسان لا يكون حيا ميتا في حالة واحدة؛ وان تواطا (1)
فالتواطىء ايضا لا يكون إلا عن عجز؛ و [! ظ] إن تم مراد أحدهما دون الآخر قالذي لم يتم
مراده ليس بإلآه لأن من شرط الإلاه أن يكون مريدا قادرا. فدل [على] أن الله - عز
وجل! - واحد أحد، قال الله - تعالى !: " وإلآهكم إلآة واحد 9 (2)، وقال - عز
وجل ا: " لو كان فيهما آلهة إلَّا الفه لفسدتا " (3).
__________
7 - (1) في الأصل: بالحيوة.
(2) في الأصل: أنه.
(3) جزء من الآية 22 من سورة الروم (30).
8 - (1) في الأجمل: تواطيا؟ والملاحظ أن الناسخ يضع دائما ياء مكان الهمزة ونبرتها.
(2) جزء من الآية "11 من سورة البقرة (2).
- (3) جزء من الآية 22 من سورة الأنبياء (21).
94

الصفحة 94