[في أن الله قديم ازلي]
9 - ثم يعتقدون أن الله - عز وجل! - قديم أزلي أبدا كان وأبدا يكون، لأنه لو
كان محدثا لافتقر إلى محدث وذلك المحدث إن كان محدثا افتقر إلى محدث آخر؛
ويؤدي ذلك إلى التسلسل وعدم التناهي وذلك محال.
[في أن الله لا يشبهه شيء من المخلوقات]
10 - ثم يعتقدون أن الله -عز وجل! - لا يشبهه شيء من المخلوقات ولا هو
يشبه شيئا منها، لأنه لو أشبهه شيء لكان مثله قديما؛ ولو أشبه شيئا لكان مثله
مخلوقا؛ وكلا الحالين محال. قال الله تعالى!: " ليس كمثله شيء وهو ال! ميع
العليم " (1).
[في أن الله ليس بجسم ولا جوهر]
11 - ثم يعتقدون أن الله - تعالى ! - ليس بجسم لأن الجسم هو مؤلف وكل
مؤلف لا بد له من مؤلف [ه و]؛ وليبس بجوهر لأن الجوهر لا يخلو من الأعراض
كاللون والحركة والسكون؛ والعرض الذي لا يكون ثدم يكون ولا يبقى وقتين. وقال
الله -تعالى -: "هذا عارضق ممطرنا" (0) أي لم يكن فكان؛ وما لم يكن فكان فهو
محدث؛ وما لا ينفك من الحديث فهو محدث كالمحدث.
[في أن للمحدث للعالم صفات ذاتية وصفات فعلية]
12 - ثم يعتقدون أن الله - عز وجل! - المحدث للعالم موصوف بصفات ذاتية
وصفات فعلية. فأما الصفات الذاتية فهي ما يصح أن يوصف بها في الأزل وفي لا
يزال كالعلم والقدرة. وأما الصفات الفعلية فهي ما لا يصح أن يوصف بها في الأزل
ويصح في لا يزال كالخلق والرزق؛ لا يقال: إنه أبدا كان خالقا ورازقا، لأن ذلك
يؤدي إلى قدم المخلوق والمرزوق، بل يقال: إنه أبدا كان قادرا على الخلق والرزق
عالما بما سيخلقه ويرزقه.
13 - فإن قيل: إنه أبدا الخالق والرازق، بالألف واللام، جاز.
__________
10 - (1) جزء من الآية 11 من سورة الشورى (42).
11 - (1) جزء من الآية t ' من سورة الأحقات (46).