كتاب شرح اللمع

19
أن العقل عندهم يوجب ويح! ن ويقئح [و] عند أهل الحق لا يوجب ولا يح! ن ولا يقئح،
بل الحسن ما ح! نته الشريعة والقبيح ما قئحته الشريعة؛ قال البه -تعالى!: "وما
كنا معذبين حتى نبعث رسولا " (2)؛ فأخبر الله - تعالى! - أنهم امنون من العذاب قبل
بعثة الرسل إليهم، والواجب فعله [6 ظ] ما لا يؤمن من العذاب في تركه. فعلم بهذه الآية
أن الله -تعالى! - لم يوجب على العقلاء شيئا من جهة العقل، بل أوجب ذلك عند
مجيء الرسل من قبل الله -عز وجل!.
18 - ولأن العقل صفة العاقل وهو محدث مخلوق دله -تعالى! - وليس بقائم
بنفسه ولا حيئ ولا قادر ولا عالم ولا متكلم. وما هذه حاله فلا يصح أن يوجب على
العقلاء ولا على غيرهم شيئا ولا أن يحرم شيئا ولاأن يقئح شيئا ولا أن يعلم به غير
المعلومات التي تتعلق بجميع المعلوم (1). وإذا كان الأمر كذلك لم تصر الأفعال
حسنة واجبة بإيجابه ولا محرمة قبيحة بتحريمه ولا مباحة كسائر الحوادث لأنه محدث
مخلوق كسائر العلوم والحوادث.
! 19 - ولو وجب عليهم شيء من جهة العقل قبل مجيء الرسل وكان العقل حجة
عليهم بمجرده في ذلك لما قال: "لئلا يكون للناس على الله حجّة بعد
الرسل "، بل كان الواجب أن يقول: لئلأ يكون [7 و] للناس على الله حجّة بعد
العقل. ولما بطل ذلك دل على أن العقل لا تأثير له في شيء مما
ذكرناه (0 0 0) (2).
20 - فإن قيل: وجدنا أحدنا إذا قال لغلامه: "إكسر هذا الإناء" فكسره ثم عاقبه
يكون ظالما؛ فإذا قلنا: إن الله مريد. للمعاصي ثم يعاقبنا عليها، يكون ظالما (1).
__________
(2)
(1)
(1)
(2)
- (1)
جزء من الآية 15 من سورة الإسراء (17).
في الأ! ل: يتعلق به جميع العلوم. وفي الطرة اصلاح: بجميع المعلوم.
جزء من الآية 165 من سورة النساء (4).
هنا يشير الشييرازي قضية خاضت فيها القدرية من المعتزلة وهي: هل يريد الله المعاصي؟ وان
كان ذلك فلماذا يعاقب العصاة ا ويعتمد المؤلف على عادته اسلوب النظر الذي عرف به، فيؤكد
(راثة الله المطلقة بالاعتماد على ايات قرانية وكذلك على حجج عقلية راجعة الىمبد (
الاستحالة.
اعتمد الشيرازي في شرح اللمع (الفقرة 90) على مثال "السيد من العرب إذا فال لعبده: -
97

الصفحة 97