كتاب شرح اللمع

يقال لهم: حقيقة الظلم هو تجاوز الحد؛ فالسيد اذا قال لغلامه: "إكسر هذا
الإناء" وعاقبه يكون ظالما لأن فوقه امر وهو الله - عز وجل! - أمره ألا يتجاوز مع عبده
الحد، فإذا تجاوزه يكون ظالما؛ والرث - عز وجل! - ليس فوقه امر قد حد له حدأ،
فإذا تجاوزه يكون ظالماً.
ثم يقال لهم:* هذا السيد أمر عبده بكسر الإناء فكان عند عقوبته ظالما، والرب
-عزوجل إ - لم يأمر بالمعاصي [8 و]؛ قال الله -تعالى !: "إن الفه لا يا8 مر
بالفحشاء " (2)، بل تقول: إنه مريد للمعاصي والأمر بخلاف الإرادة ونحن مخاطبون
بالإرادة.
21 - فإن قيل: الأمر والإرادة سواء (. .).
قيل: هذا غير صحيح. والدليل عليه إذا قال رجل لغيره: "ان غلامي هذا
لا يطيعني في ما امره به ولا ينصحني " ثم قال لغلامه: "إفعل كيت وكيت" فقد أمره
بالفعل وهو يريد ألا يفعل ليبين لذلك الرجل صدق قوله. فدل على أن الأمر بخلاف
الإرادة. أمر إبليس بالسجود ولم يرد منه السجود. ولو أراد أن يسجد لسجد على رغم
أنفه. ونهى ادم عن أكل الشجرة واراد أن يأكل فأكل. فعندهم أن الله -عز وجل! -
أراد إبليس أن يسجد وإبليس / اراد ان تس! ص؛ [و] يكون - على قولهم - إبليس وصل
الى مراده والرب - عز وعلاا - ما وصل إلى مراده (1) م.
ثم يقال لهم (0 0.) (2). ولهذا قال بعض أصحابنا: "القدرية (3) أرادت أ ن
تعدل البارىء فعخزته والفشئهة أرادت أن تثبت البارىء فشئهته" وهذا خلاف النص
[9 و] والاجماع (4).
__________
= إسقني ماء، فلم يسقه استحسن العقلاء توبيخه ولومه وتأديبه ". وكثيرأ ما يعمد المؤلف الى هذا
المثال في قضية الأمر والإرادة والوجوب.
(2) جزء من الآية 28 من سورة الأعراف (7).
21 - (1) وكذلك مثال إبليس ورد في ثبرح اللمع (الفقرات 79 - 87 - 8 9.6 - 905 - A) في قضية
الأم ر والإرادة والوجوب.
(2) وينطلق الشيرازي الى احتجاجات قائمة على مبدا الاستحالة العقلي ليثبت قدرة الله المطلقة
وعلمه الذي لا يحد واستطاعته اللامتناهية.
(3) أنظر التعليقات على الأعلام.
(4) بهذه الجملة ختم المؤلف جدله مع القدرية في قضية ارادة الله المطلقة.
98

الصفحة 98