22 - فلو كان للمخلوق قدرة على خلق بعضها (1) لكان له قدرة على خلق
جميعها؛ تم لا فرق بين خلق الأجسام وخلق الأعراض، فإن الحرض الذي لا يكون
ثم يكون يفتقر إلى محدث يحدثه وموجد يوجده والأجسام كذلك أيضا؛ فلو كان
للمخلوق قدرة على خلق الأعراض لكان له قدرة على خلق الأجسام. فمن وصف
المخلوقين بالقدرة على خلق بعض المخلوقات [ه 1 و] فقد وصفهم بالقدرة على خلق
جميعها. وهذا يؤدي إلى إثبات خالق غير الله؛ قال الله ت تعالى!: " هل من خالق
غير الله! (2).
23 - وهذا القول من القدرية (1) أعظم من قول اليهود والنصارى لأن اليهود
أثبتت مع الله - عز وجل! - العزيز والنصارى المسيح. قال الله - تعالى! - (0 0 0) (2).
وقد شبههم النبي -! ير! - بالمجوس (1) بقوله: "القدرئة مخوس هذه الافة " (3)
(. . .) [.1 ظ]. شبههم بالمجوس [لأنهم] يقولون بإلاهين: النار والنور،
والقدرية (1) أيضاً يقولون بخالقين لأن العبد عندهم يخلق والرب يخلق. فلهذا شبههم
بالمجوس ( ... ). ولم يكن غرضي بما ذكرته الرد "على المخالف لاعترافي
بالتقصير، بل كان غرضي أن أشير إلى مذهب أهل الحق لأبين ما هم عليه من التوخيذ
واتباع السنة (. . .).
[في أن الله سميع بسمع قديم أزلي ولصير لبصر قديم أزلي]
24 - ثم يعتقدون أن الله -عز وجل! - سميع بسمع قديم أزلي وبصير ببصر
قديم أزلي أبدا [1 1 و] كان موصوفا بهما وأبدا يكون لأن عدمهما يوجب إثبات ضديهما وهو
__________
22 - (1) المقصود خلق أفعال البشر.
(2) جزء من الآية 3 من سورة فاطر (35).
23 - (1) أنظر التعليقات على الأعلام.
(2) اعتمد الشيرازي هنا الآية.3 من سورة التوتة (9).
(3) في المعجم المفهرس (ح ه، ص 318، ع 1) إحالة على الدارمي (سنة) وابن حنبل لهذه
الصيغة: "ومجوس هذه الإمة امتي ائذين يقوئون: لا قدر"؛ وكذلك يحيل على ابن ماجه
(مقدمة) لهذه الصيغة: "إن مخوس هذه الأمة المكذبون باقدار الله !.
99