كتاب الفوائد البهية في تراجم الحنفية

عظيم من الوزراء والأمراء والأعيان وحج ولما خرج من بغداد إلى بلده خرج الناس يسبونه فإن غلمانه كانوا يمنعون الحاج من الماء في المنازل فحصل لهم العطش العظيم انتهى. وفيه مخالفة لما أرخ الكفوي وروده لبغداد لكنه موافق لما في كامل ابن الأثير في حوادث سنة 603 حيث قال وفيها حج برهان الدين صدرجهان محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن مازه البخاري رئيس الحنفية فلما حج لم تحمد سيرته في الطريق ولم يصنع معروفا وكان قد أكرم ببغداد عند قدومه من بخارا فلما عاد لم يلتفت إليه لسوء سيرته مع الحاج وسماه الحجاج صدر جهنم انتهى. وبه يظهر خطأ الكفوي فيما ذكره من وروده بغداد سنة 656 إذ لو كان كذاب لم يكن له ذكر في الكامل لأن منتهي الحوادث المذكورة فيه سنة 628 ووفاة مؤلفه عز الدين علي بن محمد المعروف بابن الأثر الجزري سنة 630 كما ذكره ابن خلكان لكن ما ذكره أن الأثير من نسبه يقتضي أن يكون صدرجهان ابنا للصدر السعيد أحمد بن عبد العزيز ابن عمر بن مازه وهو منظور فيه فليحرر.

[محمد بن عبد القادر] والد السيد محمد جلبي النقيب في الممالك العثمانية ختن المفتى أبي السعود العمادي كان عالماً نظراً فارساً في البحث إذا حضر كان هو المشار إليه في المشكلات أخذ العلم عن حسام جلبي ومحيي الدين جلبي وشمس الدين أحمد بن كمال باشا وبلغ رتبة الفضل والكمال واشتهر بين أعيان الطلبة فأخذ المولى خير الدين معلم السلطان سليمان خان ثم أخذ المولى محيي الدين الكفوى وغيرهما وأقرأهم درساً واحداً وكانوا عشرة كاملة وشرفهم بشرف ملازمة سرير السلطنة وأعطاه السلطان مدرسة قاسم باشا ببروسا ثم سار مدرساً بالقسطنطينية ثم ولى قضاء مصر ثم قضاء أدرته ومات بقسطنطينية سنة ثلاث وستين وتسعمائة.
[محمد بن عبد الكريم] بن عثمان المعروف بابن الشجاع له اليد الطولى في الفروع والأصول أخذ عن شمس الدين عبد الله بن عطاء ومات سنة ست وسبعين وستمائة.
[محمد بن عبد الكريم] برهان الأئمة شمس الدين التركستاني الخوازرمي إمام فقيه أخذ الفقه عن الدهقان محمد بن الحسين الكاسانى عن نجم الدين عمر النسفي وتفقه عليه مختار الزاهدى صاحب القنية.
[محمد بن عبد الله بن سعد] قاضى القضاة شمس الدين المقدسى الديري نسبته إلى دير قرية بدمشق ولد بعد سنة أربعين وسبعمائة واشتغل واجتهد ومهر في العلوم ومات سنة سبع وعشرين وثمانمائة ذكره السيوطى في حسن المحاضرة وأخذ عنه ابنه سعد الدين سعد الديري.
(قال الجامع) ذكره الحافظ ابن حجر في المجمع المؤسس وقال أنه اشتغل بالعلم وواظب فهر في الفنون وناظر العلماء وكتب الخط الحسن وكان أبوه تاجراً واشتغل هو بنفسه لكن لم يطلب الحديث وقال لى غير مرة اشتغلت في كل فن إلا في الحديث ودخل القاهرة مراراً واشتهرت فضائله وولى القضاء بالقاهرة في جمادى الأولى سنة تسع وعشرين وثمانمائة ثم المشيخة بالمؤيدية سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة وسافر في رجب سنة 827 إلى بيت

الصفحة 178