كتاب الفوائد البهية في تراجم الحنفية

ابن الفضل الفضلى خطيب بخارى توفي سنة تسع وأربعين وخمسمائة انتهى ملخصاً وفي طبقات القاري محمد بن الفضل أبو الفضل الكمارى بفتح الكاف والميم يحكى أن والده وعدم بألف دينار عند تمام حفظه المبسوط وكذا لأخيه فلما حفظه دفع المال لأخيه وقال له يكفيك حفظ المبسوط نفرج مغاضباً فانتهى به السفر إلى أن دخل بلاد فرغانة فوجد قاضيخان يتكلم فوق المنبر وبين يديه العلماء وهم يكتبون ما يملى عليهم فذكر قاضيخان مسألة خلافية بين أبي يوسف ومحمد فعكس قول أبي يوسف وجعله قول محمد وقول محمد قول أبي يوسف فقال له أبو بكر أعكس فقال قاضيخان وإن لم أعكس فقال أبو بكر أن لم تعكس يرد على قول أبي يوسف كذا وكذا ويرد على قول محمد كذا وكذا وذكر عدة مسائل فترك قاضيخان المنبر واعتنقه وقال ياسيدي لعلك تكون محمد بن الفضل الكماري قال نعم فقال أنت أحق بهذا المجلس مني ومات ببخارى سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة انتهى. (قلت) هذه الحكاية التى حكاها من ملاقاته مع قاضيخان مما لا يمكن وقوعها فإن وفاة قاضيخان وهو حسن بن منصور الفرغاني سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة كما مر عند ترجمته وقد ذكره القاري أيضًا في ترجمته فهل يتصور ملاقاة من توفي سنه 371 فلعله نسي ما قدمت يداه وأظن أن الملاقي لقاضيخان هو أبو بكر محمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن صاحب الترجمة المتوفى سنة 549 على ما نقلناه من الأنساب.

[محمد بن قطب الدين] الازنيقي (¬1) قرأ على شمس الدين محمد بن حمزة الفنارى العلوم الشرعية والعقلية وتمهر وسلك مسلك التصوف وصنف شرحا لمفتاح الغيب للشيخ صدر الدين القونوي وشرح الفصوص ومات سنة خمس وثمانين وثمانمائة.
(قال الجامع) نسبته إلى ازنيق مدينة قديمة رومية بينها وبين قسطنطينية أربع مراحل ذكره أحمد الدمشقي في أخبار الدول وآثار الأول.

[محمد بن محمد بن أحمد] بن عبد الله بن عبد المجيد بن إسماعيل بن الحاكم الشهير بالحاكم الشهيد المروزي البلخي ولى القضاء ببخارا ثم ولّاه الأمير صاحب خراسان وزارته وقتل شهيداً في ربيع الآخر سنة أربع وأربعين وثلاثمائة سمع الحديث بمرو على أبي رجاء محمد بن حمدويه وهو يروي عن أحمد بن حنبل وغيره وسمع منه أئمة خراسان وحفاظها وصنف المختصر والمنتقى والكافي وغيره وكتاب الكافي والمنتقى أصلان من أصول المذهب بعد كتب محمد ولا يوجد المنتقى في ديارنا في أعصارنا.
(قال الجامع) ذكره السمعاني فيمن اشتهر بالشهيد وقال أبو الفضل محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن عبد المجيد ابن إسماعيل بن الحاكم المروزي الحنفي الوزير الحاكم الشهيد عالم مرو وإمام أصحاب أبي حنيفة في عصره وكدخدا صاحب خراسان وقد كان لما قلد قضاء بخارى يختلف إلى الأمير الحميد ويدرسه الفقه فلما صار
¬__________
(¬1) ذكر صاحب الشقائق والده قطب الدين الأزنيقي من علماء دولة بابزيدخان ابن مرادخان وقال كان عالماً فاضلا زاهداً متورعا له حظ عظيم من التصوف ولد بازنيق وقرأ على علماء عصره وتمهر في كل العلوم ومات بها.

الصفحة 185