كتاب الفوائد البهية في تراجم الحنفية

على مسائل الكتب وفوائدها أوله الحمد لله ذى المجد والجلال انتهى. وفيه أيضاً المحيط الرضوى أربعة مجلدات لرضي الدين بن العلاء الصدر الحميد محمد بن محمد بن محمد السرخسى الحنفي ومحيطاته ثلاثة الأول عشر مجلدات والثاني أربعة والثالث مجلدان وهذه الثلاثة موجودة بمصر والروم والشام. وقال ابن الحنائي في حواشيه على الدرر على قوله في أوائل الكتاب واختاره في المحيط ما نصه أراد به محيط الإمام رضي الدين السرخسي وهو ثلاثة نسخ كبرى وهى المشهورة بالمحيط حيث أطلق غالباً ووسطى وصغرى انتهى وفي حواشى الأشباه والنظائر للسيد أحمد الحموي عند عد صاحب الأشباه الكتب التى طلعها وذكر منها المحيط الرضوي. قيل لم يقف المصنف على المحيط البرهانى ولا على الذخيرة البرهانية التى هى مختصر المحيط وهما لمصنف واحد وهو برهان الدين محمود بن تاج الدين أحمد وهو ابن أخي الصدر الشهيد عمر بن برهان الدين عبد العزيز بن عمر بن مازه وأبوه أيضاً إمام كبير يعرف بالتاج السعيد إلا أنه لم يعرف له مؤلف مشهور وكثيراً ما يغلط فيه الطلبة فيظنون أنه صاحب المحيط الكبير أعني رضى الدين محمد بن محمد بن محمد السرخسى وليس كذلك. أقول سيأتي في كلام المصنف النقل عن المحيط البرهانى فإن صح ما ذكره هذا القائل يكون نقل المصنف منه بالواسطة انتهى. وقال ابن نجيم المصرى صاحب الأشباه في رسالته التى ألفها في صورة وقف اختلف الأجوبة فيها راداً على بعض المخالفين المستندين بمسئلة مذكورة في المحيط البرهاني أنه نقلها من المحيط البرهانى وقد قال ابن أمير حاج في شرح منية المصلى أنه مفقود في ديارنا وعلى تقدير أنه ظفر به دون أهل عصره لم يحل النقل منه ولا الإفتاء عنه صرح به في فتح القدير من كتاب القضاء أنه لا يحل النقل من الكتب الغريبة وقد رأيت هذه العبارة بعينها وحروفها في المحيط الرضوي فأخذها منه ونسبها إلى البرهاني ظناً منه أنه لا يطلع على كذبه أحد انتهى.
(قلت) لقد أوحشتني هذه العبارات المختلفة من وجوه أحدها أنه يعلم من إفادة صاحب الجواهر المضية وصاحب المدينة وصاحب القاموس أن المحيط الكبير الذى هو نحو من أربعين مجلداً للسرخسى وابن الحنائي يقول أن المحيط البرهاني لصاحب الذخيرة محمود بن أخى الصدر الشهيد وثانيها أنه يعلم من كلامهم أن لرضي الدين أربع محيطات ومن المعلوم أن لصاحب الذخيرة أيضاً محيطاً مشهوراً بالمحيط البرهاني فيكون هو محيطاً خامساً وإن الحنائى يقول أن له ثلاث محيطات والرابع هو المحيط البرهاني وثالثها أنه يعلم من كلام ابن أمير حاج أن المفقود في ديار الشام هو المحيط البرهاني وكلام الفيروزآبادي صاحب القاموس يحكم بأن المفقود هو المحيط الكبير الرضوى ورابعها أنه ذكر القطب المكي ظناً أن صاحب المحيط البرهاني متأخر قليلا عن صاحب المحيط الرضوي مع أنه ذكر هو وغيره أن صاحب المحيط الرضوى تلميذ للصدر الشهيد ومن المعلوم أن صاحب المحيط البرهاني أيضاً تلميذ لعمه الصدر الشهيد وقد ذكر في ديباجة الذخيرة الذى هو ملخص المحيط حسام الدين بلفظ الأستاذ فيلزم أن يكون متعاصرين لا متقدماً ومتأخراً إلا أن يقال مراده تأخر وفاة صاحب المحيط البرهانى وخامسها أن مفاد كلام جماعة أن النسخة الكبرى من محيطات

الصفحة 190