كتاب الفوائد البهية في تراجم الحنفية

قليلة ومثله واقع في كتب كثيرة فوضح لي أن حكمه بعدم جواز الإفتاء منه ليس إلا لكونه من الكتب الغربية المفقودة الغير المتداولة لا لأمر في نفسه ولا لأمر في مؤلفه وهو أمر يختلف باختلاف الأعصار ويتبدل بتبدل الأقطار فكم من كتاب يصير مفقوداً في إقليم وهو موجود في إقليم آخر وكل من كتاب يصير نادر الوجود في عصر كثير الوجود في عصر آخر فالمحيط البرهاني لما كان مفقوداً في بلاده وأعصاره عده من الكتب التى لا يفتى منها لعدم تداولها وغرابتها فإن وجد تداوله وانتشاره في عصر أو في إقليم يرتفع حكمه هذا فإنه لا شبهة في كونه معتمداً في نفسه قد اعتمد عليه من جاء بعده من أرباب الاعتماد وأفتوا بنقله.
(وقد قال) صاحب الكشف في حرف لذال الذخيرة البرهانية للإمام برهان الدين محمود بن أحمد بن عبد العزيز بن عمر بن مازه البخاري اختصرها من كتاب المشهور بالمحيط البرهانى وكلاهما مقبول عند العلماء انتهى.

[محمود بن أحمد] بن عبيد الله بن إبراهيم تاج الشريعة المحبوبي أخذ العلم عن أبيه صدر الشريعة أحمد عن أبيه عن إمام زاده عن عماد الدين عن أبيه بكر الزرنجرى عن الحلوانى عامل فاضل تحرير كامل بحر زاخر حبر فاخر صاحب التصانيف الجليلة منها الوقاية انتخبها من الهداية صنفها لأجل حفظ ابن ابنه صدر الشريعة عبيد الله بن مسعود بن محمود والفتاوى والواقعات وشرح الهداية.
(قال الجامع) هذا صريح في أن شارح الهداية هو مصنف الوقاية وقد مر ما فيه من الاختلاف عند ترجمة عبيد الله بن مسعود بن تاج الشريعة.

[محمود بن أحمد] بن مسعود بن عبد الرحمن أبو الثناء جمال الدين القونوى كان علماً فاضلا له مشاركة في العلوم العقلية والنقلية أخذ عن أبيه ألى العباس أحمد عن جلال الدين الخبازي عن عبد العزيز البخاري عن فخر الدين محمد المايمرغى عن محمد بن عبد الستار الكردري عن صاحب الهداية ودرس وأفتى وولى قضاء دمشق وصنف المنتهى شرح المغنى في الأصول والقلائد شرح العقائد والزبدة شرح العمدة وخلاصة النهاية حاشية الهداية والتقرير شرح تحرير القدورى وتهذيب أحكام القرآن والجمع بين وقفى هلال والخصاف والإعجاز في الاعتراض على الأدلة الشرعية والمعتمد مختصر مسند أبي حنيفة والمعتقد شرح المعتمد ومقدمة في رفع الدين والصلاة وغير ذلك مات بدمشق سنة سبع وسبعين وسبعمائة.
(قال الجامع) طالعت مقدمته في رفع اليدين وهي رسالة نفيسة حقق فيها عدم فساد الصلاة برفع اليدين وشذوذ رواية مكحول بالفساد.
(وأرخ) القاري وفاته سنة إحدى وثمانين وسبعمائة.

[محمود بن أحمد] بن موسى بن أحمد بن حسين بن يوسف بن محمود قاضي القضاة بدر الدين العينى ولد بمصر سنة اثنتين وستين وسبعمائة واشتغل ومهر ودخل القاهرة وولي الحسبة مراراً وقضاء الحنفية له شرح صحيح البخاري وشرح معاني الآثار وشرح الهداية وشرح الكنز وشرح المجمع وشرح درر البحار وغير ذلك مات في ذى الحجة سنة خمس وخمسين وثمانمائة كذا ذكره السيوطي. (قال الجامع)

الصفحة 207