كتاب الفوائد البهية في تراجم الحنفية

وغيرهم كذا ذكره الكفوي في ترجمة شيخ الإسلام محمود الاوزجندي وفي حواشي تفسير البيضاوي المسماة بعناية القاضي الشهاب أحمد (¬1) بن محمد الخفاجي المصرى الحنفي عند قوله تعالى {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا} الآية) قال السخاوي في كتاب الجواهر في مناقب العلامة ابن حجر شيخ الإسلام أطلقه السلف على المتبع لكتاب الله وسنة رسوله مع التبحر في العلوم من المعقول والمنقول وربما وصف به من بلغ درجة الولاية وقد يوصف به من طال عمره في الإسلام فدخل في عداد من شاب شيبة في الإسلام كانت له نوراً ولم تكن هذه اللفظة مشهورة بين القدماء بعد الشيخين الصديق والفاروق فإنه ورد وصفهما بذلك ثم اشتهر بها جماعة من علماء السلف حتى ابتذلت على رأس المائة الثامنة فوصف بها من لا يحصى وصارت لقبا لمن ولى القضاء الأكبر ولو عرى عن العلم والسن فإنا لله وإنا إليه راجعين انتهى كلام البسخاوي، قلت: ثم صارت الآن لقباً لمن تولى منصب الفتوي وإن عرى عن لباس العلم والتقوى انتهى.
(فائدة) ذهب جماعة من أهل العربية إلى أن العامة بمعنى الأكثر وفيه خلاف وذكر المشايخ أنه المراد في قولهم قال به عامة المشايخ ونحوه كذا في فتح القدير حاشية الهداية في باب إدراك الجماعة.
(فائدة) لفظ قالوا يستعمل فيما فيه اختلاف المشايخ كذا في النهاية في كتاب الغصب وكذا ذكره صاحب العناية والبناية في باب ما يفسد الصلاة وذكر في فتح القدير في باب ما يوجب القضاء والكفارة من كتاب الصوم أن عادته أى صاحب الهداية في مثله إفادة الضعف مع الخلاف.
(فائدة) شمس الأئمة لقب جماعة من العلماء والفقهاء ممثل عبد العزيز (¬2) الحلواني ومحمد السرخسي ومحمد بن عبد الستار الكردري ومحمود الاوزجندي
¬__________
(¬1) قد ترجم هو نفسه في كتابه الريحانة بما ملخصه أنه قرأ علوم العربية على خاله أبي بكر الشنوانى وأخذ عن شيخ الإسلام محمد الرملي ونور الدين علىّ الزيادى وخاتمة الحفاظ إبراهيم العلقمى وعلىّ بن غانم المقدسي وارتحل مع والده إلى الحرمين وقرأ هناك على أن جاد الله وارتحل إلى قسطنطينية وهي إذ ذاك مشحونة بالفضلاء وألف حواشي البيضاوى وشرح الشفا وشرح درة الغواص للحريرى والريحانة والرسائل الأربعين وحاشية شرح الفرائض وحواشى الرضى وغير ذلك وذكر المحبى في خلاصة الأثر له ترجمة طويلة ووصفه بأنه من أفراد الدنيا المجمع على تفوقه وبراعته وكان في عصره بدر سماء العالم ونير أفق النثر والنظم ومن تصانيفه غير ما مر شفاء العليل في ما في كلام العرب من الدخيل وديوان الأدب وطراز المجالس وغير ذلك وكانت وفاته في رمضان سنة 1069 انتهى ملخصاً وقد طلعت من تصانيفه حواشى البيضاوي في ثمان مجلدات وشرح الشفا في أربع مجلدات وكلاهما يدلان على جودة قريحته وسعة نظره والخفاجى له نسبة إلى خفاجة حي من بني عامر قاله بعضهم.
(¬2) ذكر بعض الأفاضل في إتحاف النبلاء بعد ذكر ترجمته الحلواني نسبة إلى حلوان بضم الحاء وسكون اللام اسم بلدة وقد يقال بهمزة بدل النون نسبة إلى بيع الحلوا وهو بفتح الحاء انتهى معرباً وأنت تعلم أن ظاهره ينادي بأعلى النداء على أن نسبة شمس الأئمة الحلوانى تحتمل هذين الاحتمالين وقد =

الصفحة 242