كتاب الفوائد البهية في تراجم الحنفية

النفيسة والفرائد الشريفة ينطق بفضل مؤلفه وينادي بمهارة مصنفه قد سلك فيه مسلك الإنصاف وتجنب عن طريق الاعتساف إلا في بعض المواضع قد عزل النظر فيها عن التحقيق وسلك مسلك الجدل والخلاف الغير الأنيق كما بسطته في تصانيفي في الفقه. وقد ذكره السيوطي في حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة في حفاظ الحديث وقال كان ثقة ثبتاً فقيهاً لم يخلف بعده مثله انتهت إليه رياسة الحنفية بمصر انتهى. وفي أنساب السمعاني الطحاوي نسبة (¬1) إلى طحا بفتح الطاء المهملة والحاء المهملة قرية بأسفل أرض مصر والمشهور بالنسبة إليها أبو (¬2) جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن مسلمة بن عبد الملك بن مسلمة بن سليمان الأزدى الطحاوى صاحب شرح معاني الآثار كان إماما ثقة فقيهاً عاقلاً لم يخلف مثله ولد سنة 230 وتوفي ليلة الخميس مستهل ذى القعدة سنة 321 وكان تلميذ أبي إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني فانتقل من مذهبه إلى مذهب أبي حنيفة. وفي مرآة (¬3) الجنان لليافعى في حوادث سنة 321 فيها توفي أبو جعفر أحمد بن محمد الأزدى الطحاوي الحنفي المصري برع في الفقه والحديث وصنف التصانيف المفيدة وقال الشيخ أبو إسحاق انتهت إليه رياسة الحنفية بمصر وقال غيره كان شافعي المذهب يقرأ على المزنى فقال له يوما والله لا جاء منك شيء فغضب أبو جعفر من ذلك وانتقل إلى ابن أبي عمران فلما صنف مختصره قال رحم الله أبا إبراهيم يعني المزني لو كان حيا لكفر عن يمينه وذكر أبو يعلى الخليلي في كتاب الإرشاد في ترجمة المزني أن الطحاوى ابن أخت المزني وأن محمد بن أحمد الشروطي
¬__________
(¬1) هكذا ذكره غير واحد لكن قال السيوطي في لب الباب في تحرير الأنساب هو ليس منها بل من طحطوطة قرية بقرب طحا فكره أن يقال له طحطوطى انتهى.
(¬2) وذكر السمعاني أيضاً أن ابنه أبو الحسن عليّ بن أحمد الطحاوي يروي عن أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي وغيره وتوفي في ربيع الأول سنة 351 وحافده أبو عليّ الحسن بن علي بن أحمد الطحاوي توفي في ربيع الآخر سنة 360.
(¬3) هو كتاب مبسوط في التاريخ مرتب على السنين حاو على حوادث كل سنة من ابتداء الهجرة إلى سنة 750 طالعته أوله أما بعد حمد الله المتوحد بالإلهية والكمال الخ التزم فيه الرد على أبي عبد الله الذهبى في حطه على الصوفية الصافية وبسط الكلام في تراجمهم بالكلمات العالية مؤلفه عبد الله بن أسعد أن علي بن سليمان بن فلاح أبو محمد عفيف الدين اليافعي اليمني المكي وُلد قبل سنة 700 بقليل ولما رأى والده عليه آثار الصلاح بعث به إلى عدن فاشتغل بالعلم على شرف الدين قاضي عدن والبصَّال وعاد إلى بلاده وحبب إليه الخلوة ثم جاور بمكة: قال الأسنوى كان إماماً يسترشد بعلومه ويهتدي بأنواره صنف تصانيف كثيرة في أنواع العلوم وكان يقول الشعر الحسن وقال ابن رافع اشتهر ذكره وبعد صيته في التصوف والأصول وله كلام في ذم ابن تيمية توفي بمكة في جمادى الأخرى في طبقات ابن شهبة وقد طلعت من تصانيفه المرآة والإرشاد والتطريز لفضل الذكر وتلاوة القرآن العزيز وغير ذلك.

الصفحة 33