كتاب معالم في السلوك وتزكية النفوس

فهو مما يتصف به كل الحيوان فما من حيوان إلا وله إرادة)) (1) .
لقد صنف متأخرو الصوفية كتبًا كثيرة في السلوك، وغلب على تلك الكتب قلة العلم بالسنن والآثار، وكثرة الموضوعات، والتعويل على أخبار متأخري الزهاد، ومع ذلك فلا تخلو تلك الكتب من حق وصواب 1 (2) .
وسمى أرباب الطرق الصوفية ما أحدثوه من البدع ((حقيقة)) ، فطريق الحقيقة عندهم هو السلوك الذي لا يتقيد صاحبه بأمر الشارع ونهيه (3) ، بل قدموا أذواقهم ومواجيدهم وكشوفاتهم الباطلة على نصوص الوحيين (4) .
يقول ابن تيمية في هذا الصدد:
((من عارض كتاب الله وجادل فيه بما يسميه معقولات وبراهين وأقيسة، أو ما يسميه مكاشفات ومواجيد وأذواق، من غير أن يأتي على ما يقوله بكتاب منزل فقد جادل في آيات الله بغير سلطان، هذا حال الكفار الذين قال فيهم:} ايجادل في آيات الله إلا الذين كفروا { (غافر آية 4) فهذه حال من يجادل في آيات الله مطلقاً (5) .
وقال ابن القيم – مبيناً خطورة الابتداع في السلوك:
((وعامة من تزندق من السالكين فلإعراضه عن دواعي العلم، وسيره على جادة الذوق والوجد، ذاهبة به الطريق كل مذهب فهذه فتنته ن والفتنة به شديدة)) (6) .
__________
(1) مجموع الفتاوي 274/19،275.
(2) انظر: تلبيس إبيلس لابن الجوزي ص 184 – 186، ومجموع الفتاوى 1./367، 551، 6.8،681،579،58. .
(3) انظر: مجموع الفتاوى 1./169.
(4) انظر: تفصيل ذلك في: مدا رج السالكين 2/7.،334،494 – 496، والصواعق المرسلة 3/1.51، وشرح الطحاوية 1/235.
(5) الاستقامة 1/22.
(6) مدا رج السالكين 1/158، وانظر إغاثة اللهفان 1/193.

الصفحة 19