كتاب الجامع الأموي في دمشق
اليوم على ظهر الأرض، لا خلاف في هذا، وكلما حفر أرضها للبناء أو للمجاري ظهرت آثار مطمورة، من أحدث ما ظهر منها الأعمدة التي كشف عنها في طريق الباب الشرقي، وأخطأت دائرة الآثار فرفعتها فجعلتها فوق الأرض، مع أن الواجب تركها على العمق الذي ظهرت فيه ليتبيّن ما طرأ على أرض المدينة من ارتفاع.
إذا كانت الحفريات قد أظهرت في مدينة بابل ثلاث مدن بعضها فوق بعض (رأيت ذلك بعيني)، فإن دمشق إن اقتطعت منطقة منها كالمنطقة التي بين نهاية ما فتح من شارع معاوية والباب الشرقي والسور الجنوبي وأُخليت وأُجريت فيها حفريات لظهرت ست مدن بعضها فوق بعض، ولتغيّرت دراسة التاريخ القديم، ولكان من ذلك أعظم منطقة أثرية في العالم، وكان لنا منه مورد مالي لا ينقطع، ولوجدنا تُحَفاً وكنوزاً لا تقدّر قيمتها.
وليبدأ الحفر من الخراب، ومعلوم أن هذه البقعة سميت بـ (الخراب) لأنها تخرّبت على عهد تيمورلنك لا جزاه الله خيراً، وأنها تظهر صحون الدور القديمة وبركها بأقل حفر يكون فيها.
وتحت ذلك طبقات إسلامية، ثم طبقة رومانية، ثم طبقات، الله أعلم بها.
والرابعة - أن يُفتح من باب الأموي شارع مستقيم إلى ظاهر البلد، وأقرب وسيلة إلى ذلك هي شق الطريق من باب العمارة إلى شارع بغداد، وأكثره مفتوح، والبيوت الباقية في طريقه من البيوت الرخيصة، وفي فتحه نفع لتلك الأحياء، وما يؤخذ من المالكين من (رسم الشرفية) يقوم بنفقات الفتح ويُعطى أرباب البيوت المهدومة بدلاً منها في المساكن الشعبية، كما كان عند فتح شارع البحصة.
الصفحة 99
102