كتاب الموطأ برواية سويد الحدثاني - ط الغرب الإسلامي

باب ما جاء في السلف
255- أخبرنا محمد قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا سويد عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي رافع قال: ((استسلف رسول الله صلى الله عليه وسلم بكراً فجاءته إبلٌ من الصدقة)). قال أبو رافع: ((فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أعطي الرجل بكراً فقلت: ما أجد في الإبل إلا جملاً خياراً أو رباعياً!)) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعطه إياه! فإن خيار الناس أحسنهم قضاءً!)).
أخبرنا محمد قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا سويد عن مالك عن حميد بن قيس عن مجاهد [بن جبر المكي] قال: ((استسلف ابن عمر دراهم ثم قضى دراهم خيراً منها. فقال الرجل: هذه خيرٌ من دراهمي! فقال ابن عمر: قد علمت ولكن نفسي بذلك طيبةٌ!))
باب ما لا يجوز في السلف
256- أخبرنا محمد قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا سويد عن مالك #209# عن نافع [أنه] سمع ابن عمر يقول: ((من أسلف سلفاً فلا يشترط إلا قضاءه!)). قال مالك: بلغني أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه!- قال في رجلٍ أسلف رجلاً طعاماً على أن يعطيه إياه ببلدٍ آخر فكره ذلك عمر وقال: ((فأين الحمل!)).
أخبرنا محمد قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا سويد عن مالك قال: بلغني أن رجلاً أتى ابن عمر فقال: ((إني أسلفت رجلاً سلفاً واشترطت عليه أفضل مما أسلفت)) فقال ابن عمر: ((فذلك الربا!)) قال: ((فكيف تأمرني؟)) فقال ابن عمر: ((السلف على ثلاثة وجوهٍ: سلفٌ تسلفه تريد به وجه الله -عز وجل!- وسلفٌ تسلفه تريد به وجه صاحبك وسلفٌ تسلفه لتأخذ خبيثاً بطيبٍ فذلك الربا!)). قال: ((فكيف تأمرني؟)) قال: ((أرى أن تشق الصحيفة! فإن أعطاك مثل الذي أسلفته قبلته. وإن أعطاك دونه قبلته. وإن أعطاك أفضل مما أسلفته طيبةً بها نفسه فذلك شكرٌ شكره لك وأجر ما أنظرته)).

الصفحة 208