كتاب الموطأ برواية سويد الحدثاني - ط الغرب الإسلامي

#224#
باب القضاء بإلحاق الولد بأبيه
275- أخبرنا محمد قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا سويد عن مالك عن يزيد بن عبد الملك بن الهاد عن محمد بن إبراهيم [بن الحارث التيمي] عن سليمان بن يسار عن عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية أن امرأة هلك عنها زوجها فاعتدت أربعة أشهرٍ وعشراً ثم تزوجت حين حلت. فمكثت عند زوجها أربعة أشهرٍ ونصف ثم ولدت ولداً تماماً. فجاء زوجها إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه!- فذكر ذلك له. فدعا عمر نسوةً من نساء أهل الجاهلية قدماء فسألهن عن ذلك فقالت امرأةٌ منهن: ((أنا أخبرك عن هذه المرأة. هلك عنها زوجها حين حملت فهرقت عليه الدماء فحش ولدها في بطنها. فلما أصابها زوجها الذي نكحت فأصاب الولد الماء تحرك الولد في بطنها وكبر!)). فصدقها عمر -رضي الله عنه-! وفرق بينهما وقال: ((أما إنه لم يبلغني عنكما إلا خيرٌ)). وألحق الولد بالأول.
276- أخبرنا محمد قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا سويد عن مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رجلاً من أهل البادية جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((إن امرأتي ولدت غلاماً أسود!)) فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((هل لك من إبلٍ؟)) قال: ((نعم!)). قال: ((ما ألوانها؟)) قال: ((حمر)) قال: ((فهل فيها أورقٌ؟)) قال: ((نعم!)) قال: ((أنى ترى ذلك؟)) قال: ((عرقاً نزعه!)) قال: ((فلعل هذا نزعه عرقٌ!)).
277- أخبرنا محمد قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا سويد عن مالك عن يحيى بن سعيد عن سليمان بن يسار أن عمر بن الخطاب -رضي الله #225# عنه!- كان يليط أولاد الجاهلية بمن ادعاهم في الإسلام. قال سليمان: ((فأتاه رجلان كلاهما يدعي ولد امرأةٍ، فدعا عمر -رضي الله عنه!- قائفاً فنظر إليهما فقال القائف: لقد اشتركا فيه. فضربه بالدرة وقال: ما يدريك؟ ثم دعا المرأة فقال: أخبريني خبرك! فقالت: كان هذا لأحد الرجلين يأتيها وهي في إبلٍ لأهلها فلا يفارقها حتى تظن ويظن أن قد استمر بها حمل. ثم انصرف عنها فهرقت عليها الدماء. ثم خلف هذا -تعني الآخر!- فلا أدري من أيهما هو! فكبر القائف فقال عمر -رضي الله عنه!- للغلام: وال أيهما شئت!)).

الصفحة 224