كتاب الموطأ برواية سويد الحدثاني - ط الغرب الإسلامي
#467#
باب النهي عن دخول أرضٍ بها وباءٌ
637- عن ابن شهابٍ عن عبد الحميد بن عبد الرحمان عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن عباس أن عمر خرج إلى الشام. حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد، أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام فقال ابن عباس: ((قال عمر: ادعوا لي المهاجرين الأولين! فدعاهم فاستشارهم فأخبر بهم أن الوباء قد وقع بالشام فاختلفوا عليه فقال بعضهم: قد جئت لأمرٍ ولا نرى أن ترجع عنه! وقال بعضهم: معك بقية الناس وأصحاب رسول الله -صلى الله عليه!- ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء! قال: ارتفعوا عني! ثم قال: ادعوا لي من مكان ها هنا من مشيخة قريشٍ من مهاجرة الفتح! فدعاهم فلم يختلف عليه منهم رجلان فقالوا: نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء!)).
638- فنادى عمر في الناس: إني مصبح على ظهرٍ فأصبحوا عليه! #468# فقال أبو عبيدة: أفراراً من قدر الله -عز وجل!- فقال عمر: لو غيرك قال هذا يا أبا عبيدة! وكان عمر يكره خلافه. نعم! نفر من قدر الله إلى قدر الله! أرأيت لو كانت لك إبلٌ فهبطت بها وادياً له عدوتان إحداهما خصبةٌ والأخرى جدبةٌ أليس إذا رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله؟)). قال: ((فجاء عبد الرحمان بن عوف وكان متغيباً في بعض حاجته فقال: إن عندي من هذا علماً! سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول: إذا سمعتم به بأرضٍ فلا تقدموا عليه! وإذا وقع بأرضٍ وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه! فحمد الله عمر ثم انصرف)).