كتاب الموطأ برواية سويد الحدثاني - ط الغرب الإسلامي

16- أخبرنا محمد قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا سويد عن مالك عن زيد بن أسلم قال: ((عرس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلةً بطريق مكة ووكل بلالاً أن يوقظهم للصلاة. فرقد بلالٌ ورقدوا حتى استيقظوا وقد طلعت عليهم الشمس فاستيقظ القوم وقد فزعوا فأمرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يركبوا حتى يخرجوا من ذلك الوادي وقال: ((إن هذا وادٍ به شيطانٌ)) فركبوا حتى خرجوا من ذلك الوادي. ثم أمرهم رسول الله أن ينزلوا وأن يتوضؤوا وأمر بلالاً أن ينادي بالصلاة أو يقيم فصلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالناس.
17- ثم انصرف إليهم وقد رأى من فزعهم فقال: ((يا أيها الناس! إن الله قبض أرواحنا ولو شاء [لـ]ردها علينا في حينٍ غير هذا. فإذا رقد أحدكم عن الصلاة أو نسيها ثم فزع إليها فليصلها كما كان يصليها في وقتها!)). ثم التفت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أبي بكر فقال: ((إن الشيطان أتى بلالاً وهو قائمٌ يصلي فأضجعه فلم يزل يهديه كما يهدى الصبي حتى نام. ثم دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بلالاً فأخبر رسول الله بلالٌ مثل الذي أخبر رسول الله أبا بكر فقال أبو بكر: ((أشهد أنك رسول الله!)).
باب ما جاء في النهي عن الصلاة بعد الصبح والعصر
18- أخبرنا محمد قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا سويد عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله الصنابحي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن الشمس تطلع ومعها قرن الشيطان. فإذا ارتفعت فارقها. فإذا استوت #50# قارنها. فإذا زالت فارقها. فإذا تدلت للغروب قارنها. فإذا غربت فارقها)). ونهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة في تلك الساعات.
أخبرنا محمد قال: حدثنا أحمد قال: حدثنا سويد عن مالك عن هشام بن عروة [بن الزبير] عن أبيه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لا تحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها فإنها تطلع بقرني شيطان!)) أو نحو هذا. فكان رسول الله يقول: ((إذا بدا حاجب الشمس فأخروا الصلاة حتى تبرزّ! وإذا غاب حاجب الشمس فأخروا الصلاة حتى تغيب!)).

الصفحة 49