كتاب الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (اسم الجزء: 10)
سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كَابْن مُوسَى والأبي وَأوردهُ التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَكَانَ يذكر أَنه سمع الأسنائي والبهاء السُّبْكِيّ وَغَيرهمَا. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَقَالَ كَانَ يتعانى التِّجَارَة فنهب مرّة وأملق وَأقَام بزبيد ينْسَخ لملك الْأَشْرَف ثمَّ حسنت حَاله وتبضع فربح ثمَّ والى الْأَسْفَار إِلَى أَن أثري.
وجاور بِمَكَّة ثمَّ ورد فِي الْبَحْر قَاصِدا الْقَاهِرَة فَمَاتَ بِالطورِ فِي أَوَائِل شعْبَان سنة سبع عشرَة.
مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمُحب بن الْبَدْر المحرقي. / فِيمَن جده مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَيُّوب.
35 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْمُحب بن الشَّمْس القاهري الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن الجليس شرِيف بن عبد الله الجمالي وَهُوَ ابْن أُخْت الشريف الْمُحب مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الحسني الْحَنَفِيّ / شيخ الجوهرية والماضي. نَشأ فحفظ الْقُرْآن ومختصر الْخرقِيّ ولازم دروس الْمُحب بن نصر الله بل قَرَأَ عَلَيْهِ وَكَذَا قَرَأَ على الْعِزّ الْكِنَانِي قبل ولَايَته فِي الْفِقْه وَهُوَ الَّذِي استنابه وعَلى البوتيجي البُخَارِيّ وسَمعه أَو معظمه على الْبُرْهَان الصَّالِحِي ثمَّ سمع وَمَعَهُ ابْنه مُحَمَّد)
على أم هَانِئ الهورينية وَغَيرهَا. وتنزل فِي الْجِهَات وحرك الْخَطِيب ابْن أبي عمر حَتَّى كَاد أمره أَن يتم بعزل شَيْخه الْعِزّ الْكِنَانِي فَمَا أسعدا وَحج وَكَانَ جَامِدا. مَاتَ فِي جُمَادَى الولى سنة أَربع وَتِسْعين عَن بضع وَسبعين عَفا الله عَنهُ، وَخلف ابْنة تَحت أبي البركات الصَّالِحِي.
36 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد معِين الدّين الفارسكوري الأَصْل الدمياطي المولد وَالدَّار وَيعرف بلقبه. / أحد المتمولين من بَيت تِجَارَة ووجاهة حَتَّى كَانَ أَبوهُ على قَاعِدَة تجار دمياط يَنُوب فِيهَا عَن قضاتها وَنَشَأ هَذَا فَقِيرا جدا فَقَرَأَ الْقُرْآن أَو بعضه وتعانى اسْتِئْجَار الْغِيطَان وَنَحْوهَا وترقى حَتَّى زَادَت أَمْوَاله على الْوَصْف بِحَيْثُ أَنه قيل وجد بِبَعْض المعاصر خبيئة.
وَصَارَ ضخما عَظِيم الشَّوْكَة مبجلا زَائِد الِاعْتِبَار عِنْد الْجمال نَاظر الْخَاص حَتَّى أَنه روفع فِيهِ عِنْد الظَّاهِر جقمق فَمَا تمكن مِنْهُ من فعل غَرَضه بل ضرب المرافع وابتنى بدمياط مدرسة هائلة وَعمل بهَا شَيخا وصوفية، وَأكْثر الْحَج والمجاورة وَكَانَ يُقَال أَنه لقصد سبك الْفضة هُنَاكَ وَبَيْعهَا على الهنود وَنَحْوهم حَتَّى لَا يطلع عَلَيْهِ وَبَلغنِي أَنه كَانَ فِي صغره متهتكا فابتلاه الله بالبرص وَلَا زَالَ يتزايد حَتَّى امْتَلَأَ بدنه وَصَارَ لَونه الْأَصْلِيّ لَا يعرف، وَمَات وَهُوَ كَذَلِك قَرِيبا من سنة سِتِّينَ عَن سنّ عالية واستمرت الْمَظَالِم منتشرة هُنَاكَ بِسَبَب أوقافه وَهلك بِسَبَبِهَا غير وَاحِد، وَهُوَ مولى جَوْهَر المعيني الْمَاضِي عَفا الله عَنهُ وإيانا.
37 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد نَاصِر الدّين أَبُو عبد الله الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي ابْن خطيب
الصفحة 14
368