كتاب الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (اسم الجزء: 10)

وَعنهُ أَخذ فِي أصُول الْفِقْه والعربية أَيْضا ولازم النَّجْم بن قَاضِي عجلون فِي تَقْسِيم ألفية النَّحْو وَغَيرهَا بل قَرَأَ عَلَيْهِ بعض الْمُخْتَصر، وَأخذ عني أَشْيَاء رِوَايَة ودراية وَقَالَ أَنه قَرَأَ على الزين قَاسم الْحَنَفِيّ فِي ألفية الحَدِيث وَطلب الحَدِيث وقتا وَسمع الْكثير بِقِرَاءَتِي وَقِرَاءَة غَيْرِي وَرُبمَا قَرَأَ وَكتب الطباق وتميز مَعَ فَضِيلَة وبراعة فِي الْفِقْه وركون إِلَى الرَّاحَة وَإِن قَالَ لي أَنه مشتغل بِالْكِتَابَةِ على الْمُخْتَصر وَكتب مِنْهُ قِطْعَة وتقنع وباسمه نصف خزن كتب سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا من الْجِهَات. وَقد حج فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين، وَقد التمس مني تَجْرِيد مَا سَمعه مَعَ الْوَلَد بِقِرَاءَتِي خَال عَن الْإِسْنَاد فَكتبت لَهُ ذَلِك فِي كراسة)
افتتحت وَصفه فِيهَا بالشيخ الْفَاضِل الأوحد البارع الَّذِي صَار متميزا مفننا عَالما مُبينًا مُسْتَحقّا التصدي للإرشاد والإفادة وإسعاد المستفتي بِمَا يتَخَلَّص بِهِ من وصف الغباوة والبلادة وَأَنه قد أقبل على التَّوَجُّه للسماع والتفقه فِي كثير من الْأَنْوَاع بِحَيْثُ اندرج فِي الْمُحدثين بل هُوَ أَحَق بِهَذَا الْوَصْف من كثيرين لمزيد يقظته فِيهِ ومديد ملازمته لِذَوي الوجاهة والتوجيه وَكَذَا قرضت لَهُ مَا كتبه من شرح الْمُخْتَصر وَسمعت أَنه مِمَّن فوض إِلَيْهِ نِيَابَة الْقَضَاء مَعَ كراهيته فِي ذَلِك بل وكرهته لَهُ وَإِن بَلغنِي عدم مُبَاشَرَته إِيَّاه.
1185 - يُوسُف بن حُسَيْن بن عُثْمَان بن سُلَيْمَان بن رَسُول الكرادي الأَصْل القرمي القاهري الْحَنَفِيّ الْمَاضِي أَبوهُ وَعَمه الْمُحب الْأَشْقَر وَيعرف بأبن أخي ابْن ابْن الْأَشْقَر. / نَشأ فِي عز عَمه وَاسْتقر بعد أَبِيه فِي الْإِعَادَة بِجَامِع طولون وَفِي مشيخة زَاوِيَة نصر الله الرَّوْيَانِيّ بخان الخليلي وَفِي غير ذَلِك وانجمع بِأخرَة مَعَ التقلل حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة تسعين وَقد زَاد على السّبْعين رَحمهَا لله وَعَفا عَنهُ.
1186 - يُوسُف بن حُسَيْن بن يُوسُف بن يَعْقُوب الحصنكيفي الْمَكِّيّ الْمَاضِي أَبوهُ وابناه أَبُو عبد الله مُحَمَّد وَأحمد. / كَانَ يَنُوب فِي حسبتها عَن الْعِزّ بن الْمُحب النويري ثمَّ عَن الْجمال بن ظهيرة وَذَلِكَ من حِين وَفَاة أَبِيه حَتَّى مَاتَ وَكَذَا كَانَ يقْرَأ فِي الْمَسْجِد الْحَرَام وَغَيره من الْمجَالِس الَّتِي يجْتَمع فِيهَا النَّاس. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد خَامِس رَجَب سنة سِتّ عشرَة بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَقد قَارب السِّتين. ذكره الفاسي.
1187 - يُوسُف بن حُسَيْن الْكرْدِي الشَّافِعِي نزيل دمشق والماضي وَلَده الزين عبد الرَّحْمَن الْوَاعِظ. / كَانَ عَالما صَالحا مُعْتَقدًا مائلا إِلَى الْأَثر وَالسّنة مُنْكرا على الأكراد فِي عقائدهم وبدعتهم، تفقه وَحصل قَالَ الشهَاب الملكاوي: قدمت من حلب سنة أَربع وَسِتِّينَ وَهُوَ كَبِير يشار إِلَيْهِ. زَاد غَيره أَنه ولي مشيخة الخانقاه الصلاحية وَأعَاد بالظاهرية وَكَانَت لَهُ اختيارات مِنْهَا الْمسْح على الجوربين مُطلقًا وَكَانَ يَفْعَله وَله فِيهِ

الصفحة 311