كتاب الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (اسم الجزء: 10)

حجي فِي علمه وَأَنه لم يكن مَحْمُودًا فِي مُبَاشَرَته. وَقَالَ الْعَيْنِيّ: كَانَ يتَصَدَّق على الْفُقَرَاء فِي كل يَوْم بِخَمْسَة وَعشْرين درهما يصرف بهَا فُلُوسًا لَا يخل بذلك وَلم يكن يقطع زَكَاة مَاله مَعَ بعض شح وطمع وتغفيل وَأَنه أَقَامَ بحلب قَرِيبا من ثَلَاثِينَ سنة فَكَانَ يكْتب فِي كل يَوْم على أَكثر من خمسين فَتْوَى بِدُونِ مطالعة لقُوَّة استحضاره وَأَنه حصل بحلب مَالا كثيرا فنهب أَكْثَره فِي اللنكية قَالَ وَهُوَ أحد مشايخي قَرَأت عَلَيْهِ من كتاب الْبَزْدَوِيّ مجَالِس مُتعَدِّدَة فِي حلب سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ، وَاخْتصرَ مَعَاني الْآثَار للطحاوي سَمَّاهُ المعتصر وصنف غَيره، قَالَ وَكَانَ ظريفا لطيفا خَفِيفا جميل الصُّورَة حسن اللِّحْيَة مَرْبُوع الْقَامَة وَإِلَى الْقصر أقرب وَكَذَا قَالَ ابْن خطيب الناصرية أَنه قَرَأَ عَلَيْهِ السِّيرَة والدرر الْمَذْكُورين وَأَنه كَانَ فَاضلا كثير الِاشْتِغَال)
والإشغال مُجْتَهدا فِي تَحْصِيل الْعلم وَالْمَال وَله ثروة زَائِدَة حصلها بحيلة الْعينَة، وَلما هجم اللنك الْبِلَاد عقد مجْلِس بالقضاة وَالْعُلَمَاء لمشاطرة النَّاس فِي أَمْوَالهم فَقَالَ الْمَلْطِي إِن كُنْتُم تَفْعَلُونَ بِالشَّوْكَةِ فَالْأَمْر لكم، وَأما نَحن فَلَا نفتي بِهَذَا وَلَا يحل أَن نعمل بِهِ فِي الْإِسْلَام فانكف الْأُمَرَاء عَن التَّعَرُّض لذَلِك ثمَّ عَن ارتجاع الْأَوْقَاف والإقطاع بزعم الِاسْتِعَانَة بذلك فِي دفع تمرلنك، وَكَانَ ذَلِك معدودا فِي حَسَنَاته مَعَ كَونه لم تحمد سيرته فِي الْقَضَاء وَكَونه نسب إِلَيْهِ مَا تقدم وَلكنه قد ثَبت أَن الله يُؤَيّد هَذَا الدّين بِالرجلِ الْفَاجِر، وَقَالَ شَيخنَا فِي رفع الأصر وَغَيره أَن الْمُحب بن الشّحْنَة دخل عَلَيْهِ فذاكره يَوْمًا بأَشْيَاء وأنشده هجوا فِيهِ موهما أَنه لبَعض الشُّعَرَاء القدماء فِي بعض الْقُضَاة وَهُوَ:
(عجبت لشيخ يَأْمر النَّاس بالتقى ... وَمَا راقب الرَّحْمَن يَوْمًا وَمَا اتَّقى)

(يرى جَائِزا أكل الحشيشة والربا ... وَمن سمع الْوَحْي حَقًا تزندقا)
مَاتَ فِي ثامن عشر ربيع الآخر سنة ثَلَاث وشغر منصب الْقَضَاء بعده قَلِيلا إِلَى أَن اسْتَقر أَمِين الدّين بن الطرابلسي، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَغَيرهَا بِمَا قَالَ بعض المؤرخين أَن الْحَامِل لَهُ عَلَيْهِ الْعَدَاوَة مَعَ كَونه لم ينْفَرد بِكَثِير مِمَّا قَالَه رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
ي 1272 يُوسُف بن مُوسَى بن يُوسُف الْجمال المنوفي خطيبها بجامعها الْعَتِيق الشَّافِعِي وَالِد زين الصَّالِحين مُحَمَّد والشرف مُوسَى الماضيين. / مِمَّن تميز فِي الْمِيقَات وَعمل فِيهِ مُقَدّمَة.
1273 - يُوسُف بن مُوسَى بن الجيوشي شيخ بني مُصعب. / قتل فِي مقتلة فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين.
1274 - يُوسُف بن يحيى بن عبد الله الْجمال بن الشّرف بن سعد الدّين ابْن بنت الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ وَأَخُوهُ إِبْرَهِيمُ. / ولد فِي سادس رَمَضَان سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمَات أَبوهُ وَهُوَ صَغِير فاستقر فِي وظيفته صحابة ديوَان الْجَيْش بمشاركة عَمهمَا

الصفحة 336