كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 10)

ابن عباس، وهذا لجواب بطريق التنزيل والتسليم، وإلَّا لو قيل: إن هذين الحديثين ضعيفان فلا يحتاج إلى هذا الجواب، فافهم.
ص: واحتج أهل المقالة الأولى لقولهم أيضًا بما حدثنا يونس، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن سالم: "أن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- كان يقدم ضعفة أهله فيقفون عند المشعر الحرام والمزدلفة بليل فيذكرون الله -عز وجل- ما بدا لهم، ثم يدفعون قبل أن يقف الإِمام وقبل أن يدفع، فمنهم من يقدم منى لصلاة الفجر، ومنهم من يقدم بعد ذلك، فإذا قدموا رموا الجمرة، وكان ابن عمر -رضي الله عنهما- يقول: "رخص لأولئك رسول الله -عليه السلام-".
ش: إسناده صحيح، ورجاله كلهم رجال الصحيح.
فيونس الأول هو ابن عبد الأعلى شيخ مسلم أيضًا.
ويونس الثاني هو ابن يزيد الأيلي.
وابن شهاب هو محمد بن مسلم الزهري.
وأخرجه البخاري (¬1): نا يحيى بن بكير، نا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب قال: سالم: "كان عبد الله بن عمر يقدم ضعفة أهله ... إلى آخره".
وأخرجه مسلم (¬2) أيضًا: عن أبي الطاهر وحرملة بن يحيى كلاهما عن ابن وهب، عن يونس ... إلى آخره نحوه.
قوله: "ضعفة أهله". هو جمع ضعيف، وأراد بهم النساء والصبيان.
قوله: "والمزدلفة". بواو العطف في رواية الطحاوي، وفي روايتي البخاري ومسلم: "بالمزدلفة" بالباء الظرفية.
فعلى الأول "الواو" تفسيرية، فيكون المشعر الحرام والمزدلفة شيئًا واحدًا.
¬__________
(¬1) "صحيح البخاري" (2/ 602 رقم 1592).
(¬2) "صحيح مسلم" (2/ 941 رقم 1295).

الصفحة 31