كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 10)
وأخرجه البيهقي (¬1) نحوه.
قوله: "يحرش الناس" (¬2).
قوله: "أفلا ترى" إلى آخره توضيح لما ذكره من التأويل، وهو ظاهر، ومما يؤيد كلام الأسود ما رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (¬3): عن أبي بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون قال: "حججت مع عمر -رضي الله عنه- سنتين، إحداهما التي أصيب فيها، كل ذلك يلبي حتى يرمي جمرة العقبة من بطن الوادي".
وأخرج أيضًا (¬4) عن عباد بن العوام، عن هلال بن [خباب] (¬5)، عن عكرمة، عن ابن عباس: "أن عمر -رضي الله عنهم- لبى حتى جمرة العقبة، وأن ابن عباس كان يلبي حتى رمى جمرة العقبة، وقال: إنما يفتتح الحل الآن".
ص: حدثنا علي بن شبية، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن وبرة قال: "صعد الأسود بن يزيد إلى ابن الزبير، وهو على المنبر يوم عرفة فسارَّه بشيء ثم نزل، فلما نزل الأسود لبى ابن الزبير، فظن الناس أن الأسود أمره بذلك".
ش: إسناده صحيح، وإسماعيل بن أبي خالد هرمز البجلي الكوفي أحد مشايخ أبي حنيفة والثوري روى له الجماعة.
¬__________
(¬1) "السنن الكبرى" (5/ 113 رقم 9228).
(¬2) بَيَّض له المصنف ولم يذكر معناه، وقال الجوهري: التحريش: الإِغراء بين القوم، وكذلك بين الكلاب، وفي "لسان العرب" (حرش): التحريش بين البهائم هو الإِغراء وتهييج بعضها على بعض.
(¬3) "مصنف ابن أبي شيبة" (3/ 258 رقم 13991).
(¬4) "مصنف ابن أبي شيبة" (3/ 258 رقم 13992).
(¬5) في "الأصل، ك": "حبان" وهو تحريف، والمثبت من "المصنف".