كتاب التنوير شرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 10)

أن أؤذيك فقال: "من آذى عليًّا ... " إلى آخره قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
قلت: وفيه فضيلة لعلي - رضي الله عنه - لا توازى.

8248 - "من آذى شعرة مني فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله. ابن عساكر عن علي".
(من آذى شعرة مني) أي بعضاً من أبعاضي وهو عبارة عمن يتصل به كما قال: "فاطمة بضعة مني" (¬1). (فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله) زاد الديلمي وأبو نعيم: "فعليه لعنه الله ملء السماوات وملء الأرض" وكأن المراد الأذية بغير حق ولابن عربي الصوفي كلام يقضي بأنه لا يعد ظلمهم كغيرهم ولا يجوز التحرم منهم وإن الذي يأتونه إلى العباد مما لا يحل كالمصائب القدرية ليس عليهم في ذلك عقاب والأحاديث ترده.
(ابن عساكر عن علي) وأخرجه الديلمى وأبو نعيم (¬2) مسلسلاً، بأحد شعره، قال: كل منهما حدثني فلان وهو أخذ شعره إلى أن قال الصحابي: [4/ 178] حدثني النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو أخذ شعره.

8249 - "من آذي أهل المدينة آذاه الله، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل. (طب) عن ابن عمرو (ح) ".
(من آذي أهل المدينة) هي إذا أطلقت مدينته - صلى الله عليه وسلم - طيبة (آذاه الله) سلط الله عليه من يؤذيه (وعليه) بعد ذلك. (لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفاً) فرضاً (ولا عدلاً) ولا نفلاً، وقيل: توبة ولا فدية، وقيل: شفاعة ولا فدية وفيه تحذير عظيم عن أذية أهل المدينة ولو كان واحداً منهم في غير
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري (3110)، ومسلم (2449).
(¬2) أخرجه ابن عساكر (54/ 308)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5315).

الصفحة 10