كتاب التنوير شرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 10)

(من ابتغى القضاء) وكذا غيره من الولايات. (وسأل فيه) في توليته إياه. (شفعاء) لتناله. (ويهل) بتخفيف الكاف. (إلى نفسه) ولم يكن له عون من الله وذلك لأنه بطلبه إياه وسؤال الشفعاء أنه يريد به الرئاسة والدنيا. (ومن اكره عليه) من المولى إمام أو غيره. (أنزل الله عليه ملكاً يسدده) بنيته في مواقف الحكومة وفيه أن طلب مناصب الدنيا مذموم لا يوفق صاحبه ولا يسدد فكيف بمن شراه بالمال والتعبد للرجال والجعل الدائم فإنا لله وإنا إليه راجعون. (ت (¬1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه وهو تابع لمخرجه فإنه قال: حسن غريب وبين وجه غرابته في المنار: أن فيه خيثمة البصري (¬2) لم تثبت عدالته، قال ابن معين: ليس بشيء، وفي الطريق الآخر بلال بن مرداس (¬3) مجهول وعبد الأعلى بن عباس (¬4) ضعيف.

8259 - "من ابتلى من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن عن له ستراً من النار. (حم ق ت) عن عائشة (صح) ".
(من ابتلى) امتحن واختبر. (من هذه البنات بشيء) أي من وهب الله له شيئاً من البنات فإنه {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ}. (فأحسن إليهن) بالكفاله والقيام بحقوقهن وتأديبهن ونحو ذلك. (عن له شراً من النار) لأنه يسترهن في الدنيا بإحسانه فيستره الله جزاءً وفاقاً، وسمي هبة الإناث ابتلاء لما في كفالتهن من المشقة ولذا كانت الكفار تأدهن، قال الزين العراقي لم يقيد في هذه الرواية بالاحتساب وقيد في غيرها فيحمل المطلق على المقيد، قلت: كل
¬__________
(¬1) أخرجه الترمذي (1324)، والبيهقي في السنن (10/ 100)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5320).
(¬2) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 257)، وضعفاء العقيلي (2/ 29).
(¬3) انظر الميزان (2/ 69)، والتقريب (1/ 129).
(¬4) انظر ضعفاء العقيلي (3/ 57)، والكامل (5/ 316).

الصفحة 15