كتاب التنوير شرح الجامع الصغير (اسم الجزء: 10)

8240 - "من كرامتى على ربي أنى ولدت مختونا ولم ير أحد سوءتى. (طس) عن أنس (ض) ".
(من كرامتى على ربي) أي من الأمور التي تفضل بها علي وتعظيمه لي (أني ولدت) بمكة وهي خير بلاد الله فالولادة بها فضل من الله (مختوناً) أي مقطوع القلفة (ولم ير أحد سوءتي) إكراماً له - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك وهي العورة فالأمران معاً معدودان من كرامة الله عليه - صلى الله عليه وسلم -، وقد اختلف في ولادته مختوناً، ففي المستدرك (¬1) للحاكم أنه تواتر أنه وُلد مختوناً يريد اشتهر ذلك لا أنه أراد التواتر المعروف، وقال الذهبي: لا أعلم صحة ذلك فضلاً عن تواتره ونقل الزين العراقي عن ابن العديم أن أخبار ولادته مختوناً ضعيفة وسبقه إليه ابن القيم (¬2).
قلت: وهذا يقع كثيراً وكانت العرب تسمي من وُلد كذلك أنه ختنه القمر وقد عَدّ في الوشاح من ولد من الأنبياء مختوناً فكانوا اثني عشر نبيًّا. (طس (¬3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه وصححه الضياء في المختارة وقال ابن الجوزي: لا شكَّ أنه ولد مختوناً، لكن هذا الخبر لا يصح.

8241 - "من كنوز البر كتمان المصائب والأمراض والصدقة. (حل) عن ابن عمر (ض) ".
(من كنوز البر) أي الإحسان, أي مما يكثره الإنسان لنفسه ويجده في الآخرة. (كتمان المصائب والأمراض) عطف خاص على عام (والصدقة) وذلك لأن بث ذلك إلى العباد يخرج مخرج التشكي أو الرياء في الآخر وفيه فضل
¬__________
(¬1) المستدرك (2/ 657).
(¬2) انظر: زاد المعاد (1/ 80).
(¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (6148)، والصغير (936)، والضياء في المختارة (1864)، وانظر العلل المتناهية (1/ 171)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5310).

الصفحة 6