كتاب التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل (اسم الجزء: 10)

وقوله وربما نُصب غير مفصول مثاله:
كَمْ عَمَّةً لكَ ــ يا جَريُر ــ وخالةً ... ..........................................
في رواية من نصب عَمَّة وخالةً.
وزعم بعض النحويين أنَّ هذا النصب بلا فصل هو لغة تميم، وذكره س عن بعض العرب، وهي لغة قليلة. ولَّما حُملت في الخفض على ثلاثمئة فيمن علَّل بذلك أُجريت مُجرى ذلك إذا نوّن، فكما يقال ثلاثُ مئة قالوا: كم رجلاً. ومن علَّل الجر بجِّر رُبَّ ما بعدها قال: هي محمولة عليها أيضًا في لغة من قال: رُبَّه رجلاً، فكما انتصب رجلاً في هذه اللغة انتصب بعد كم.
قال بعض أصحابنا: وهذا الوجه عندي أَولَى؛ لأنَّ (رُبَّه رجلاً) فصيحُ،
وكذلك (كم رجلاً) فصيح، وإن كان (كم رجلٍ) أفصح منه، وأمّا (ثلاثُ مئة) فلا يُتكلم به إلا في ضرورة الشعر.
وزعم بعض النحويين أنَّ السبب في نصب تمييزها في هذه اللغة الحمل على كم الاستفهامية؛ لأنها أصل لها من جهة أنها مبهمة، والإبهام يناسب
الإبهام؛ لأن المستفهِم إنما يَسأل عمَّا انبهمَ عليه ليُفسَّر له، والخبر ليس بابه الإبهام؛ لأنه موضوع إبانه. وإلى ذلك ذهب السيرافي.
وإذا نُصب تمييز الخبرية بفصل أو بغير فصل في هذه اللغة جاز أن ينصب مفردًا وجمعًا، كما كان ذلك حالة خفضه. ونصَّ على جواز الجمع في هذه اللغة القليلة السيرافي ٤، وفي كتاب س ما يدلُّ على ذلك، قال س: «واعلم أنَّ ناسًا

الصفحة 26