كتاب التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل (اسم الجزء: 10)

مشابهة الحرف وضعًا وإبهامًا، قال: «وتنفرد الاستفهامية بتضمَّن معنى حرف الاستفهام، والخبرية بمناسبة رُبَّ إن قُصد بها التكثير، وبمقابلتها إن قصد بها التقليل، وهو الغالب على رُبَّ» انتهى.
وما ذكره المصنف في بناء كم الخبرية
هو قولان للنحويين: زعم بعضهم أنها ُبنيت لشبهها بالاستفهامية في أن ... لفظهما واحد، وهي كناية عن عدد مبهم كالاستفهامية.
وزعم بعضهم أنها بنيت لشبهها بـ «رُبَّ» في أنَّ كل واحدة منهما تُستعمل
/في المباهاة والافتخار، ولذلك عُطف كم على رُبَّ، قال عُمارة بن عقيل بن بلال بن جرير:
فإنْ تَكُنِ الأيامُ شيَّبْنَ مَفْرِقِي ... وكَثرْن أَشْجاني، وفَلّلْنَ مِنْ غَرْبِي
فيا رُبَّ يومٍ قد شِرِبْتُ بمَشْرَبٍ ... شَفَيتُ به عَنِّي الظّما باردٍ عَذبِ
وكَمْ لَيلة، قد بِتُّها غيرَ آثِمٍ ... بِساجِية ... الحِجْلَينِ مُفْعَمةِ ... القُلْبِ
فاستعمل رُبَّ وكم في معنًى واحد حيث أراد أن يفتخر بكثرة الجواري اللواتي تمتَّع بهن.
وقيل: حُملت على رُبَّ في البناء لأن ربَّ للتقليل، وكم للتكثير، والشيء يحمل على نقضيه كما يحمل على نظيره.
وقال الأستاذ أبو علي: بُنيت لتضمنُّها معنَى حرفٍ للكثرة، فلم يُستعمل، وذلك أنهم كما جعلوا للتقليل حرفًا انبغى لهم أن يجعلوا للتكثير كذلك، كما

الصفحة 36