كتاب التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل (اسم الجزء: 10)

وقوله ومضافًا إليها مثاله: غلامَ كم رجلٍ ضربتَ؟ ورقبةَ كم أسيرًا فككتَ؟ قال بعض أصحابنا: وذلك بشرط أن يكون الاسم المضاف معمولاً لما بعدها، نحو ما مثًلنا به، فغلام معمول لضربت، ورقبة معمولة لفككت.
وهذا الشرط الذي شرطه يقتضي ألاَّ يجوز: غلامُ كم رجلٍ قام، أو أتاك؟ ولا: غلامُ كم رجلاً دخل في ملكك؟ ولا أرى هذا إلا جائزًا. ولا فرق بين كم والمضاف إليها،
فكما أنَّ كم تقع مبتدأة في: كم رجلٍ قام، أو زارك؟ وفي: كم غلامًا دخل في ملكك؟ فكذلك ما أضيف إليها.
وقوله وظرفًا ومصدرًا مثال ذلك: كم ضربهً ضربتَ زيدًا؟ وكم ميلاً سرتَ؟ وكم يومًا صمتَ؟
فهذه خمسة مواضع ذكرها المصنف لموضع إعراب كم، وترك ثلاثة مواضع:
أحدها: /أن تكون خبرًا للمبتدأ، مثاله: كم درهُمك؟ في أحد الوجهين، فإنه يجوز أن تُعرب كم مبتدأة، ويجوز أن تُعرب خبرًا، ودرهُمك هو المبتدأ، وهو أقيس الوجهين.
الثاني: أن تكون خبرًا لـ «كان» وأخواتها المتصرفة في معمولها، نحو قولك: كم غلامًا كان غلمانُك؟ وكم كريمٍ كان قومُك.
الثالث: أن تكون مجرورة بحرف جر، بشرط أن يكون ذلك الحرف متعلقًا بالفعل بعدها، نحو قولك: بِكَمْ درهمًا اشتريتِ ثوبك؟ وبِكَمْ جارية تمتعتُ، ولِكم غرضٍ قصدتَنِي. إلا أنَّ من قاس على اللغة التي حكاها الأخفش في الخبرية من أنه يتقدم عليها العامل في نحو «ملكتَ كم غلامٍ» يجوز في قوله أن يتقدم هنا الفعل الذي يتعلق به حرف الجر، فيقول: تمتعتُ بِكَمْ جاريٍة.

الصفحة 40