كتاب التذييل والتكميل في شرح كتاب التسهيل (اسم الجزء: 10)

محذوف إن كانت الكاف حرفًا، أو جعَل الكاف اسمًا مبتدأة عاملة الجر في اسم الإشارة، أم هي مركبة من كاف التشبيه الزائدة واسم الإشارة، وُجعلا كالكلمة الواحدة، أم هي مركبة من كاف التشبيه غير الزائدة واسم الإشارة، ثم جُعلت بالتركيب اسمًا واحدًا مبنيَّا.
وقوله معنَى كأيَّن وكذا كمعنى كم الخبريَّة أمَّا «كم» فقد تقدَّم فيها
الخلاف إذا كانت خبريَّة: هل موضوعها العدد الكثير، أو تكون للتقليل، وتكون للتكثير.
وأمَّا «كأيِّن» فالذي يظهر من استعمال العرب لها أنها للتكثير.
وأمَّا «كذا» فالذي يظهر أنها لم توضع للتكثير، بل هي مبهمة في العدد، سواء أكان كثيرًا أم قليلاً.
ومما يدلَّ على أنَّ كأيِّن بمعنى كم الخبرية قولُ الكُميت:
وكائنْ وكَم مِن مُحدِثٍ قد أَجَرْتُمُ ... بِلا سَبَبٍ دانٍ إليكم ولا صِهْرِ
عطفَ كم على كائن توكيدًا، كأنه قال: كَمْ وكَمْ.
وزعم س أنَّ معنى كأيَّن معنى رُبَّ. قال بعض أصحابنا: وذلك غير خارج عما قاله غيره من النحويين من أنها بمعنى كم؛ لأن معنى رُبَّ وكم وكأيِّن واحد؛ لأنَّ جميعها تستعمل في المباهاة والافتخار.
وقوله ويقتضيان ممِّيزًا منصوبًا يعني أن كأيِّن وكذا تمَّيزان بمنصوب، مثال ذلك في كأيِّن قول الشاعر:

الصفحة 49