كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 10)

فَتَنْدَمَ إِذْ لا تَنْفَعَنْكَ نَدامَةٌ ... كَما نَدِمَ الْمَغْبُونُ لَمَّا تَفَرَّقا (¬1)
الفائِدةُ التَّاسِعَةَ عَشْرَةَ: قال ابن عبد ربه: قيل لعدي بن حاتم - رضي الله عنه -: ما السؤدد؟
قال: السيد الأحمق في ماله، الذليل في عرضه، المطرح لحقده (¬2).
قال: وقيل لعرابة الأوس: لِمَ سوَّدك قومك؟
قال: بأربع خلال: أنخدع لهم في مالي، وأذل لهم في عرضي، ولا أحقر صغيرهم، ولا أحسد كبيرهم (¬3).
فالمرء إذا انخدع في ماله فأنفقه في وجوه الخير ووقاية العرض - وإن بالغ في ذلك حتى يعده كثير من الناس في ذلك أحمق - كان ذلك تماماً لسيادته، واستوجب الحمد به، وانقلب حمقه عقلاً.
ولعل تسمية ذلك حمقا على وجه المشاكلة دالًّا فقد قالوا: إنما يسود الرجل بأربعة أشياء: بالعقل، والأدب، والعلم، والمال (¬4).
¬__________
(¬1) انظر: "العقد الفريد" لابن عبد ربه (2/ 129).
(¬2) انظر: "العقد الفريد" لابن عبد ربه (2/ 134).
(¬3) انظر: "العقد الفريد" لابن عبد ربه (2/ 135).
(¬4) انظر: "العقد الفريد" لابن عبد ربه (2/ 135).

الصفحة 106