كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 10)

رَقَبَتِي، فَباعَنِي.
وَأُخْبِرُكَ أَنَّهُ مَنْ سُئِلَ بِوَجْهِ اللهِ فَرَدَّ سائِلَهُ وَهُوَ يَقْدِرُ وُقِفَ يَوْمَ الْقِيامَةِ جِلْدُهُ وَلا لَحْمَ لَهُ، عَظْمٌ يَتَقَعْقَعُ.
فَقالَ الرَّجُلُ: آمَنْتُ بِاللهِ، شَقَقْتُ عَلَيْكَ يا نبَيَّ اللهِ وَلَمْ أَعْلَمْ.
قالَ: لا بَأْسَ، أَحْسَنْتَ وَاتَّقَيْتَ.
فَقالَ الرَجُلُ: بأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا نبِى اللهِ! احْكُمْ فِي أَهْلِي وَمالِي بِما شِئْتَ، أَوِ اخْتَرْ فَأُخَلِّيَ سَبِيلَكَ.
قالَ: أُحِبُّ أَنْ تُخَلِّيَ سَبِيلِيَ فَأَعْبُدَ رَبِّي، فَخَلَّى سَبِيلَهُ، فَقالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَذِي أَوْثَقَنِي فِي الْعُبُودِيَّةِ، ثُمَّ نَجَّانِي مِنْها" (¬1).

* تَنْبِيهٌ:
من ابتلي بالرق قهراً عليه، أو الأسر، فينبغي له أن يعامل سيده معاملة العبيد لسادتهم حتى يحكم الله له بالخلاص كما فعل يوسف والخضر عليهما السلام.
¬__________
(¬1) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (7530). قال ابن كثير في "البداية والنهاية" (1/ 330): رفعه خطأ، والأشبه أن يكون موقوفًا، وفي رجاله من لا يعرف.
وقال ابن حجر في "الزهر النضر في أخبار الخضر" (ص: 86): وسند هذا الحديث حسن، لولا عنعنة بقية، ولو ثبت لكان نصًّا أن الخضر نبي، لحكاية النبي - صلى الله عليه وسلم - قول الرجل: "يا نبي الله"، وتقريره على ذلك.

الصفحة 116