كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 10)

حديثي عهد ببيعة، فقلنا: قد بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
فقال: "أَلا تُبايِعُونَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -؟
"فبسطنا أيدينا، وقلنا: قد بايعناك يا رسول الله، فعلام نبايعك؟
قال: "أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَالصَّلَواتِ الْخَمْس، وَأَطِيعُوا".
وأسَرَّ كلمةً خفية: "وَلا تَسْألوا النَّاسَ شَيْئًا".
فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم فما يسأل أحدهم أن يناوله إياه (¬1).
وروى الطبراني في "الأوسط" عن سهل بن سعد رضي الله تعالى عنهما قال: جاء جبريل عليه السلام إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا محمدُ! عِشْ ما شئتَ؛ فإنكً ميتٌ، واعمَلْ ما شِئْتَ؛ فإنَّكَ تُجْزَى، وأَحْبِبْ مَنْ شئتَ؛ فإنكَ مُفَارِقٌ، واعلم أن شرفَ المؤمنِ قيامُ الليلِ، وعزَّتَهُ استغناؤه عنِ النَّاسِ" (¬2).

التَّنْبِيهُ الثَّانِي مِنْ تَشَبُّهِ الأَحْرارِ بِالأَرِقَّاءِ: خدمة الإنسان أكابر الناس بالأجرة، وأقبح هذا النوع خدمة المُرْد الحِسان عند الأجانب
¬__________
(¬1) رواه مسلم (1043)، والنسائي (460)، وكذا أبو داود (1642)، وابن ماجه (2867).
(¬2) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (4278)، وعنده: "مجزي به" بدل "تجزى". وحسن المنذري في "الترغيب والترهيب" (1/ 243).

الصفحة 122